كثر هم أولئك الذين خلدهم التأريخ، وأي تأريخ هذا الذي يخطه علما من علماء التقى ومصباحا من مصابيح الدجى الامام علي بن موسى الرضا ع حين قال في حقه برواية البهائي عن العلامة الحلي قال: ما حصل لي في القدوم الى خرسان الا زيارة الربيع بن خيثم).
هو العالم الرباني الفقيه الشهير الشيخ ربيع بن خيثم بن عائذ بن عبد الله الكوفي المعروف (خواجه ربيع) وهو من كبار التابعين واحد الزهاد والثمانية في بداية ظهور الاسلام، وكان علما من اعلامه.
كان يعد من الصحابه الاجلاء من أصحاب أمير المؤمنين ع وكان مقربا عنده كثيرا ولما جاء عسكر الاسلام الى خراسان توفي هناك ومن ثقاة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود. وكان واليا من قبل الامام امير المؤمنين في بلاد الري وقزوين في ايران وكان امينا على الحدود الشرقية للبلاد الاسلامية. ذكره علماء التاريخ وتاريخ علم الرجال، وعدوه من قدماء علماء التفسير ورواة الحديث مع العلم انه تتلمذ على يد اثنين من كبار الصحابه وهما ابن مسعود وابو ايوب الانصاري، فهو من المفسرين، والمحدثين، والادباء.. وهو الخبير في علم البلاغ تتلمذ على يديه عدة من علماء عصره.
توفي بعدما فتح شرقي البلاد في ايران سنة 63هـ، ودفن في مدينة مشهد المقدسة على بعد فرسخ من مشهد الامام الرضا ع في عمر يناهز 80 سنة قدم خلالها خدمات كبيرة للاسلام والمسلمين واهل تلك البلاد كما ورد في اعيان الشيعة يزورونه ويسمونه (خواجه ربيع) وهم يتركون بقبره الشريف الذي اصبح الان محط اعجاب من ذهب لزيارته وقد وفقني الله لزيارته عدة مرات شاهدت خلالها ما تم اعماره من بناء ومناظر جذابه من خلال البناء الشامخ اللطيف والحدائق الجميلة التي بداخله كما ويذكر صاحب الاعيان (البناء متقن وهو مجمع أهل الفتوة بذهب اليها للهو والنزهه) والتي تقصدها الناس للراحة وزيارة موتاهم وخاصة في المناسبات الدينية. ذكره القاضي نور الله الشوشتري في كتابه مجالس المؤمنين وقال: في الايام التي كان فيها الامام الرضا ع في طوس كان يزور قبره انذاك.
يعد البناء المعماري الاثري لمرقد (خواجه ربيع) من أبدع وأجمل البنايات الموجودة في خراسان ما عدى مرقد الامام الرضا ع. وقد شيد لاول مره في زمن (التيمورية) وبعدها سنة 1021هـ بأمر من الشيخ البهائي وكذلك بأمر من الشاه عباس الصفوي على يد اشهر المهندسين والفناني المعماريين في ذلك الوقت، وقد بنى فوق قبره قبه محترمه ومزار مجلل في بناية فخمة ذات ثمانية اضلاع بمساحة 664،48م مربع وبنى على اضلاع اكبر المراخل وفي اضلاع الشمال والجنوب والشرق وكذلك الغرب نجد 16 حجر فوقاني وتحتاني وجدران البقعة مزين بالرقع الجميلة. اما تاريخ بناء المرقد فهو مكتوب حول القبة على يد علي رضا عباس وهو من اشهر الخطاطين في ذلك الوقت.. كما ويشاهد الزائر مكتوب على كتيبة السقف حديث مروي عن الصحابي الجليل جابر الانصاري وكذلك مكتوب اسماء الائمة الاثنى عشر ع.
|