لاتزال مشكلة الغيبيات وماوراء الطبيعة وخلق الإنسان- خلق آدم- أبو البشر، من طين. على قاعدة (وَ بَدَأَ خَلْقَ ٱلْإِنسَانِ مِن طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ) التي حددت أصل الإنسان ومصدر نسله.. وذرية آدم التي تتناسل من ماء واهن، هو النطفة... من أعقد اشكاليات الفلسفة.. رغم كل التطور العلمي والفلسفي الذي حققه الإنسان في بحثه عن اجابات لكل تلك الاشكاليات..
ولان العلم يبحث في السبب والنتيجة للظواهر.. والتساؤلات التي تشغل بال الإنسان..فقد كل العلم في طروحات اقرب إلى اليقين بالنتائج من الفلسفة.. التي ظلت تعيش متاهات الشك في النتائج.. إلى الحد الذي يقترب بالكثير من الفلاسفة إلى الحيرة ، ومن ثم الإلحاد..
على أن الدين الاسلامي قد حسم كل الحقائق -الغيبية منها والحسية - على قاعدة (هو الله الذي لا اله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم).. وترك الباب للإنسان مفتوحا للبحث في ملكوت السماوات والارض والكائنات.. على قاعدة (افلا ينظرون إلى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الارض كيف سطحت) للوصول الى حقائق الأمور والظواهر التي تشغل باله..لترسيخ يقينه.. وإنقاذه من دوامة التساؤلات والشكوك التي تواجهه في بحثه عن ما يحيط به من حقائق ..والتي تعجز رؤاه الفلسفية،بل والعلمية احيانا..عن الإحاطة التامة بها..
|