جاء في موقع أون لاين عن الجناس التام في القرآن الكريم للكاتب محمد أحمد الغمراوي: وحتى مع هذا الشرط فإن في القرآن الكريم من الجناس التام أمثلة فوق الذي ذكروا لا يدرى كيف خفي عليهم مكانها. وهم من هم في الدقة والتنقيب وتمام العناية بالقرآن. وهم يقسمون الجناس التام قسمين، فما كان بين لفظين من نوع واحد كأن يكونا اسمين أو فعلين سموه متماثلاً، وإلا فهو مستوفي. ولكل أمثلة في القرآن الكريم. فمن أظهر أمثلة المستوفي مثلان: الأول في قوله تعالى لأسرى بدر من سورة الأنفال: "إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم" (الأنفال 70) فإن خيراً الأولى اسم، وخيراً الثانية أفعل تفضيل. أما المثل الثاني ففي قوله تعالى من سورة المؤمنون بعد أن نفى أن يكون معه سبحانه إله غيره: "إذن لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض" فإن الجناس بين الفعل علا والحرف على تام ظاهر لا ينقص منه دخول لام التوكيد على الفعل قياساً على دخول فاء العطف وأداة التعريف على أحد ركني الجناسين دون الآخر في بعض الأمثلة المشهورة في علم البديع. أما المتماثل منه فأمثلته في القرآن الكريم متعددة، نذكر الآن منها عدداً ليرى القارئ البصير فيها رأيه. وما نظنه يخالفنا فيها كلها إن خالفنا في بعضها. فمن ذلك قوله تعالى في سورة الأنفال "وما رميت إذ رميت إنما الله رمى" (الأنفال 17) فإن رميت الأولى المنفية لا يمكن أن تكون بمعنى رميت الثانية المثبتة، وإلا كان ذلك من التناقض المستحيل على القرآن. فلابد أن تكون الأولى بمعنى أصبت وتكون الثانية على ظاهرها بمعنى رميت، إشارة إلى قذف النبي صلى الله عليه وآله وسلم الحصى أو التراب في وجوه المشركين في غزوة بدر وما كان من انهزامهم عقب ذلك.فالرمي بمعنى القذف هو من النبي، والرمي بمعنى إصابة أعين المشركين حتى انهزموا هو من الله سبحانه. فاللفظ واحد والمعنى جد مختلف. وفي الحق أن هذا المثال يفتح باباً واسعاً للجناس التام في القرآن هو باب الآيات التي ينسب فيها نفس الفعل أو الشيء إلى الخالق سبحانه وإلى المخلوق في وقت واحد، إذ من الواضح أن المعنى لا يمكن أن يكون واحداً في الحالين وإن اتحد اللفظ؛ كما في قوله تعالى حكاية لقول سيدنا عيسى يوم القيامة تبرؤا من أن يكون دعا الناس إلى عبادة نفسه وعبادة أمه من سورة المائدة "إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك" فإن "نفس" (المائدة 116) هنا في تكرارها ذات معنى يختلف في الموضعين اختلافاً كلياً حسب نسبتها إلى عيسى أو نسبتها إلى الله سبحانه. وإن جاز أن يكون اختلاف الضمير المتصل مخرجاً لهذا المثل عن تمام الجناس في منطق اللفظين.
عن تفسير الميسر: قوله تعالى "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" ﴿الأنفال 70﴾ الْأَسْرَى: الْ اداة تعريف، أَسْرَى اسم، يا أيها النبي قل لمن أسرتموهم في بدر: لا تأسوا على الفداء الذي أخذ منكم، إن يعلم الله تعالى في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا مما أُخذ منكم من المال بأن يُيَسِّر لكم من فضله خيرًا كثيرًا وقد أنجز الله وعده للعباس رضي الله عنه وغيره، ويغفر لكم ذنوبكم، والله سبحانه غفور لذنوب عباده إذا تابوا، رحيم بهم.
جاء في موقع القمة عن أمثلة على أسلوب الجناس في القرآن الكريم للكاتبة رغدة الطرشة: يتضمن القرآن الكريم تشكيلة متنوعة من أنواع الجناس، حيث يخدم كل نوع منها هدفاً مخصصاً. وفيما يلي عرض لبعض أبرز أنواع الجناس مع الأمثلة الدالة عليها: الجناس التام: يتواجد في عدة أمثلة منها: قوله تعالى: "وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ" (الرحمن 7-9). في هذه الآيات، جاءت كلمة "الميزان" في المعنى الأول تعني الشرع الذي يتم من خلاله وزن الأحكام والأعمال، وفي المعنى الثاني تشير إلى وزن الأمور بشكل عام، بينما في المعنى الثالث تعني التقدير. قوله تعالى: "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ" (الروم 55). كلمة "الساعة" تم ذكرها مرتين، حيث تشير الأولى إلى أحد أسماء القيامة، والثانية كظرف زمان. قوله تعالى: "يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ * يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ" (النور 43-44). حيث يتضح الجناس في كلمة "الأبصار". قوله تعالى: "إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ" (الأنفال 70). الجناس هنا في كلمة "خيراً"، التي تم ذكرها مرتين، حيث جاءت كاسم في الأولى، ومن صيغ التفضيل في الثانية. قوله تعالى: "إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ". يتجلى الجناس في لفظة "علا" التي وردت مرة كفعل ومرة كحرف. قوله تعالى: "وَالْسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ" (الرحمن 7-9). بالرغم من أن كلمة "الميزان" واحدة، إلا أنها تحمل معاني مختلفة، الأولى تشير إلى الشرع، والثانية تعني التقدير والوزن، والثالثة للميزان المعروف.
جاء في تفسير الميزان للعلامة السيد الطباطبائي: وفي قرب الإسناد، للحميري عن عبد الله بن ميمون عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: أوتي النبي صلى الله عليه وآله بمال دراهم فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للعباس: يا عباس ابسط رداء وخذ من هذا المال طرفا فبسط رداء وأخذ منه طائفة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عباس هذا من الذي قال الله تبارك وتعالى "يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُم" (الانفال 70) قال: نزلت في العباس ونوفل وعقيل. وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهى يوم بدر أن يقتل أحد من بني هاشم وأبو البختري ـ فأسروا فأرسل عليا فقال: انظر من هاهنا من بني هاشم؟ قال: فمر على عقيل بن أبي طالب فحاد عنه قال فقال له: يا بن أم علي أما والله لقد رأيت مكاني. قال: فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هذا أبو الفضل في يد فلان، وهذا عقيل في يد فلان، وهذا نوفل في يد فلان يعني نوفل بن الحارث فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى انتهى إلى عقيل فقال: يا أبا يزيد قتل أبو جهل فقال: إذا لا تنازعوا في تهامة. قال: إن كنتم أثخنتم القوم وإلا فاركبوا أكتافهم. قال: فجيء بالعباس فقيل له: أفد نفسك وأفد ابن ابني أخيك فقال: يا محمد تتركني أسأل قريشا في كفي فقال صلى الله عليه وآله وسلم له: أعط مما خلفت عند أم الفضل وقلت لها إن أصابني شيء في وجهي فأنفقيه على ولدك ونفسك. قال: يا ابن أخي من أخبرك بهذا؟ قال: أتاني به جبرئيل. فقال: ومحلوفة ما علم بهذا إلا أنا وهي أشهد أنك رسول الله. قال: فرجع الأسارى كلهم مشركين ـ إلا العباس وعقيل ونوفل بن الحارث وفيهم نزلت هذه الآية "قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى" (الانفال 70). الآية. أقول: وروي في الدر المنثور، هذه المعاني بطرق مختلفة عن الصحابة وروي نزول الآية في العباس وابني أخيه عن ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس، وروي مقدار الفدية التي فدي بها عن كل رجل من الأسارى، وقصة فدية العباس عنه وعن ابني أخيه الطبرسي في مجمع البيان، عن الباقر عليه السلام كما في الحديث.
عن كتاب علم البديع للكاتب عبد العزيز عتيق: أقسام الجناس: والجناس ينقسم قسمين: تام وغير تام، فالجناس التام: هو ما اتفق فيه اللفظان في أربعة أمور هي: أنواع الحروف، وأعدادها، وهيئتها الحاصلة من الحركات والسكنات، وترتيبها. وهذا هو أكمل أنواع الجناس إبداعا وأسماها رتبة. أقسام الجناس التام: وهذا النوع من الجناس ينقسم بدوره ثلاثة أقسام هي: المماثل، والمستوفى بفتح الفاء، وجناس التركيب. الجناس المماثل: وهو ما كان ركناه أي لفظاه من نوع واحد من أنواع الكلمة، بمعنى أن يكونا اسمين، أو فعلين، أو حرفين. فمن أمثلة الجناس المماثل بين (اسمين) قوله تعالى: "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ" (الروم 55). وجاء في موقع اسلام اون لاين عن الجناس التام في القرآن الكريم للكاتب محمد أحمد الغمراوي: ذكر صاحب الإتقان وتابعه صاحب الوسيلة الأدبية من الجناس التام: قوله تعالى من سورة الروم: 55 "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا إلا ساعة" (الروم 55) ومن سورة النور: 43 – 44 "يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار * يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار" (النور 43-44). من أظهر أمثلة المستوفي مثلان: الأول في قوله تعالى لأسرى بدر من سورة الأنفال: "إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم" (الانفال 70) فإن خيراً الأولى اسم، وخيراً الثانية أفعل تفضيل. أما المثل الثاني ففي قوله تعالى من سورة المؤمنون بعد أن نفى أن يكون معه سبحانه إله غيره: "إذن لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض" (المؤمنون 91) فإن الجناس بين الفعل علا والحرف على تام ظاهر لا ينقص منه دخول لام التوكيد على الفعل قياساً على دخول فاء العطف وأداة التعريف على أحد ركني الجناسين دون الآخر في بعض الأمثلة المشهورة في علم البديع. أما المتماثل منه فأمثلته في القرآن الكريم متعددة، نذكر الآن منها عدداً ليرى القارئ البصير فيها رأيه.
|