• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : وَمـَا الحُـسَيـْنُ؟ .
                          • الكاتب : سعد البيتنكس .

وَمـَا الحُـسَيـْنُ؟

 قصيدة الخلود في الإمام الحسين عليه السلام .نداء العصور

أيا نداءَ الدهرِ، صِحْ في مسمعِ الزمنِ

  واحملْ لواءَ الدّمِ الحرِّ المُؤتمنِ

صِحْ باسمِ مَنْ خرَّ في الأرضِ ارتقاءَ دَمٍ

  فما تهاوى، ولكن صعدَ للسنَنِ

أيا حسينَ، وَمَا الحُسَينُ سوى شُعاعِ هدىً

  إن غابَ عن أفقٍ، أشرقْ على وطنِ

............................

سألتُ أمي: مَنْ الحسينُ؟ فقالتَ لي

  هو النحيبُ، هو التكبيرُ في الكفَنِ

هو الذي عطشُهُ، نارٌ تُطهِّرُنا

  والماءُ إن جاءَ بعدَ الدمعِ لم يَغنِ

لمّا كبرتُ، عرفتُ الحقَّ في دمهِ

  ومَنْ أرادَ سواهُ، ضلَّ في الفِتَنِ

..........................

 

سِرْ في الطفوفِ، وسَلْها: مَنْ رَوَى تُرَبَها؟

  سيجيبُكَ الرملُ: دمُ ابنِ سيّدِ الحَسَنِ

والنهرُ يبكي، يقولُ: السيفُ ما رحِمَ

  طفلاً، ولا خيمةً، ولا رُضَّعًا حَنَنِ

لكنهم قاموا، في العريِ انتصارُهمُ

  والنارُ كانتْ لهمْ نُورًا على الدُّنَنِ

....................................

 

يا أيّها النسلُ، لا تنسَ الذي بذلَتْ

  أمُّ الشهيدِ، وفيها الصبرُ لم يُهَنِ

أحيوا الحسينَ، قلوبًا، لا مواكبَكمْ

  فالموكبُ الصادقُ، دمْعٌ على السُّنَنِ

اكتبْهُ في نبضِكَ، في لَونِ عينيكَ، إن

  ذُكِرَ الحسينُ، ففِدْهُ الشوقُ والسكنِ

.......................................

كربـلاءُ لَـستِ أرضًا في جدباءٍ

  لكنّـكِ الــنـورُ فـي الأرواحِ والمِـنَنِ

أنتِ الـنداءُ إذا غابتْ منائرُنا

  وأنتِ طـهْـرُ الضمائرِ بيننا الظلمِ

 

يا طفُّ، يا سرَّ ما في القلبِ من لهَبٍ

  كلُّ الحناجرِ إذ نادتْ، على سُفُنِ

 

.....................................

 

يا زينبَ الصبرِ، يا معنى الكمالِ دماً

  هل في البكاءِ بقاءٌ يُشبهُ الحُزُنِ؟

قُمتِ على جُرحِكِ المصلوبِ صامتةً

  كأنّكِ الصخرُ لا يشكو من الوَهَنِ

 

لكنني أدركُ التكبيرَ في صمتِكِ

  وكلُّ دمعٍ جرى في العَينِ لم يُهَنِ

-----------------------------------

 

يا قائمَ الأمرِ، يا نَسلَ الإمامةِ يا

  وعدَ السماءِ إذا ضاقَتْ بنا المحَنِ

 

متى تعودُ فنُبصرَ ظلَّ رايتِك الـ

  ممدودةً، حيثُ يَجري الماءُ في العَدنِ؟

 

تُحيي الحسينَ، فتخضرُّ البلادُ بهِ

  ويضحكُ الطفلُ، من بعدِ البُكاءِ الحَنِّ

..............................

 

يا أيها السائلُ الملهوفُ في أملٍ

  جعلتَ من سطرِكَ المكلومِ مُقتَنَنِ

تأتيكَ أنفاسُ سِبطِ المصطفى وجعًا

  فتكتبُ الدمعَ، لا تخشى من السَّننِ

سألتَ: هل لك أن تكتبْ لهُ قصَداً؟

  كأنما الطفُّ نادى القلبَ بالسَكَنِ

فجاءكَ الوحيُ لا من فَوقِ سبعِ سُما

  بل من بكاءِ تراتيلٍ على الكَفَنِ

 

اكتبْ  حُسينُكَ لا يُنسى، ولا يُخفى،

  وسوف يروي لنا التاريخُ في الزمنِ

بأنّ من سألَ الأشواقَ، في زمنٍ

 . ماتَ السؤالُ بهِ... قادَ المحبّينِ

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=206076
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 07 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 07 / 30