بعد ابعاد السيد الخميني من ايران الى العراق بتوسط من علماء النجف وعلى راسهم السيد الحكيم حصلت عدة لقاءات فيما بينهما ولكن توثيق هذه اللقاءات من الاهمية بمكان ان تكون دقيقة في النقل ومن المؤكد ان يكون بينهما اتفاق وفراق هذا امر طبيعي لكن المشكلة بالذي يحرف او يؤول ما يجري بينهما .
هنا اتوقف عند حوار نقله مؤلف كتاب نهضت امام خميني ( فارسي ) السيد حميد روحاني ( ص422 ـ 423) ، ملخص الحوار ان السيد الخميني يحث السيد الحكيم على القيام بثورة وكان للسيد الحكيم راي مخالف ، وهذا امر طبيعي كما وان راي السيد الحكيم يعني راي المرجع الذي ينظر الى الامة لا سيما الشعب العراقي وفق رؤية خاصة .
هذا الموقف كتب عنه الشيخ احمد عبد الله ابو زيد العاملي في موسوعته السيد محمد باقر الصدر سيرة ومسيرة ، وفي اخر الحديث الذي جرى بين السيدين وهي عبارة ان السيد الحكيم استشهد بصلح الامام الحسن عليه السلام والسيد الخميني يستشهد بجده الحسين عليه السلام في ثورته ، وهنا ابتسم السيد محسن الحكيم وانتهى الخلاف .
هنا يعقب العاملي على سبب ابتسامة السيد الحكيم حيث سبق وان وجه السيد الحكيم رسالة الى علماء قم وعلى راسهم السيد الخميني بمغادرة قم والتوجه الى النجف اثر احداث ارهابية تعرضت له المدرسة الفيضية على يد جلاوزة السافاك ، الا ان السيد الخميني رفض ترك قم الى الجلاوزة ولكنه بعد ذلك تم ابعاده لغرض تخليصه من الاعدام .
علق السيد رضا موسى الحكيم في كتابه الفجر الجديد على هذا الحوار الذي يتضمن كلمات قاسية على اساس ان السيد الحكيم قالها بحق العراقيين علق السيد رضا بانه حديث مختلق ، علما ان العاملي اشار عند نقله الحديث ان السيد محمد باقر الحكيم ايد وقوع الحديث لكنه لا يعلم بتفاصيله ، وهنا نسال من نقل تفاصيله للسيد حميد روحاني ؟
ذكر السيد رضا الحكيم ان السيد محمد باقر الحكيم طلب منه ان يكذب هذا الحديث الذي نشر في جريدة ايرانية رسمية كيهان العربي باسمه لا باسم باقر الحكيم لانه لا يرغب في الدخول بصراع مع مراكز القوى في ايران وانه مشغول بالحرب مع نظام الطاغية ، مما جعل الجريدة تتوقف عن نقل بقية تفاصيل الكتاب .
هنا اكد السفير السوري في طهران ان هذا الحديث مختلق وغير صحيح والا لماذا لم ينشروه في وقتها لماذا الان في الثمانينات ؟
هنا لابد من التذكير ان هذا المؤلف نفسه وبنفس كتابه نقل حديث بين السيد الخوئي والسيد الخميني ضمنه عبارات غير سليمة على اساس قالها السيد الخميني بحق السيد الخوئي وقد كذب الشيخ محمد مهدي الاصفي رحمه الله هذا الحديث جملة وتفصيلا في مذكراته التي نشرت مؤخرا .
حيث ذكر حميد روحاني عندما لم يوافق السيد الخوئي على طلب التوقف عن الصلاة والدرس احتجاجا على البعثية ذكر ان السيد الخميني قال عن السيد الخوئي لا اعلم كم يريد ان يعيش هذا الرجل ؟ وهكذا عبارة لا يقولها السيد الخميني وان كان قالها فرضا وجدلا فالسيد عاش بعد حادثة اعدام قبضة الهدى قرابة خمسة عشرة سنة واثبتت الاوضاع صحة اجراءات السيد الخوئي .
هنا المشكلة في نقل هذه الاحداث بافعالها واقوالها ، ومهما تكن علاقة الكاتب بسيده فلا بد له ان يكون صادقا بالنقل لا ان يكون لحساب من يحب على حساب من يبغض .
|