التربية بالقدوة:
للقدوة الصالحة أهمية كبرى في تربية الفرد، وتنشئته على أساس سليم لا سيما في الفترة الأولى من حياة الانسان حتى مرحلة النضج والبلوغ. فالطفل منذ ولادته يكتسب الوان السلوك من خلال تقليده للاخرين ومحاكاتهم. ويتوقف ما يكتسبه الطفل من عادات مرغوب فيها او غير مرغوب فيها على نوع القدوة التي تعرض لها في التربية، قد أكد الله سبحانه وتعالى وهو يضع ذلك المنهج العلوي المعجز انه لابد من خلق انسان يحمل النهج ويحوله الى حقيقة، لكي يعرف الناس انه حق ثم فيتبعونه؛ لذلك بعث الله سبحانه وتعالى محمدا ص ليكون قدوة للناس، ووضع في شخصه ص الصورة الكاملة للمنهج الاسلامي للصورة الحية الخالدة على مدار التاريخ، كي يكون قدوة للمسلمين كافة.
التربية بالموعظة:
من الأساليب المعروفة في التربية الاسلامية الموعظة والنصح، وله تأثيره الحسن في النفوس، لأنه يتطرق الى النفس الانسانية من مداخلها الحقيقية، ويجعل الناصح في نظر المقابل شخصا طيبا حريصا على مصلحته. وفي اسلوب الموعظة والنصح مجال كبير للمعلمين في توجيه طلابهم الى مافيه خيرهم وصلاحهم، والى ما فيه رقي مجتمعهم وامتهم الاسلامية. وينبغي ان يكون المعلم ذكيا لبقا في نصحه، وان يبتعد عن اسلوب الأمر والنهي، فان هذا الاسلوب منفر للطالب. وعلى المعلم ان يستخدم اسلوبا آخر،؛ كأن يستعين بالقصص لأن القصص لها اثر في النفوس.. وفي هذا المجال آيات كثيرة في الكتاب العزيز نحو قوله تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِما أَوحَينا إِلَيكَ هذَا القُرآنَ).
اسلوب الاقناع والاقتناع:
من الأساليب التي تقوم عليها التربية الاسلامية في توجيه الانسان نحو الحق والخير هو اسلوب الاقناع والاقتناع عن طريق العقل والمنطق. ويتضمن هذا الاسلوب ضرورة تعريف الافراد والمسلمين في بداية نشأتهم بالأساس العقلاني والمنطقي لأي قضية مطروحة امامهم تخص المجتمع الاسلامي في كل مجالاته. كما يجب ان تتاح لهم الفرصة للمناقشة الجادة لهذه الامور في المجتمع بغية معرفة ابعاد هذا الموضوع الذي طرح للمناقشة، والتعرف على جوانبه المختلفة... والقرآن الكريم مليء بالأمثلة التي تؤكد أهمية الصيغة العقلانية للانسان، وقد ضرب الله مثلا لرسوله الكريم ص بأن يدعو الى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وانه لا اكراه في الدين، وعلينا كمسلمين ان نميز بين الصواب والخطأ وبين الصالح من الأمور.
اسلوب الترغيب والترهيب او الثواب والعقاب:
يعتبر اسلوب الثواب والعقاب من الأساليب الطبيعية التي تستند عليها التربية الاسلامية في كل زمان ومكان، فالانسان يتحكم في سلوكه، ويعدل فيه بمقدار معرفته بالنتائج الضارة او النافعة والسارة او المؤلمة التي تترتب على عمله وسلوكه، وان لهذا الاسلوب اهمية كبيرة وبالغة في التنشئة الاجتماعية لأبنائنا. فاسلوب القرآن الكريم في تصوير الجنة بخيرها ونعيمها، والنار بأهوالها وعذابها، انما هو اسلوب مناسب لطبيعة الانسان التي تسعى دائما وراء المنفعة وتبتعد ما أمكن من المضرة.. كما في قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُم * فَمَن يَعْمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعمَلْ مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).