بعد حماسة الأنصار وإصرارهم على نصرة رسول الله ص في معركة بدر، كان سرور رسول الله (ص) كبيرا جدا حيال هذا الاصرار، وحيال هذا الايمان الذي يعمّر قلوب الانصار رغم حداثة عهدهم بالاسلام. بل وضعوا كل امكاناتهم الاقتصادية والبشرية في سبيل الاسلام وعزته ونصرته ورفعته. فقال حينها رسول الله (ص): سيروا وابشروا فان الله تعالى قد وعدني إحدى الحسنيين... والله لكأني الان انظر إلى مصارع القوم. وبعد ان تبيّن للرسول الكريم (ص) عدد مقاتلي قريش وقادتهم... اخبر مقاتليه (وهم قلّة) قياسا إلى عدد وتسليح قريش فقال (ص)... (هذه مكة قد القت اليكم افلاذ اكبادها)... وبدأت الملحمة وزحف بهم علي ع وردموا ابار بدر واشتبك القوم وتقارعوا بالقنا والسيوف... وشاهت الوجوه... وجاء امر الله تعالى وقاتلت الملائكة واظهر الله عباده على المشركين... وكان نصر المؤمنين وعدا على الله حقا... وكان عمق الايمان يشع من عطفات المؤمنين وعيونهم... وحصدت رؤوس المشركين بسيوف الحق وكان نصيب ذي الفقار نصف عدد القتلى... وناحت قريش على قتلاها بل كتمت النوح خشية شماتة الرسول واصحابه... وفرح المؤمنون وراح الناس يدخلون في دين الله افواجا اثر هذا النصر العزيز. وهكذا قويت شوكة المؤمنين بنصر من الله عزيز راحت تتناقله الركبان في انحاء الجزيرة واطرافها... ولمع نجم جديد للقيادة في سماء الجزيرة، وراح القاصي والداني يحسب حسابا لهذه الدولة الفتية، وكان ميثاق المدينة الدستور الاساس لأمة الاسلام في قابل ايامها. والحمد لله على نصره. والله المستعان .