• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العراق ..الوجوه السياسية و الصراع الانتخابي .
                          • الكاتب : عبد الخالق الفلاح .

العراق ..الوجوه السياسية و الصراع الانتخابي

 ان آفات الشَرذَمة التي تستكمل اشواطها أو مراحلها خلال الفترات الانتخابية بالعراق  والذي  يرفض مثل هذه المسميات ولكن أصبح بوضع لا يحسد عليه خاصة أن التعصب بدأ يتعمق اليوم أكثر من أي وقت مضى نتيجة التحولات السياسية التي تشهدها المنطقة وشجعت الكثير من السياسيين الذين يتحيون الفرص الاحتمام خلفها،فمن هنا تبرز الحاجة للإعتدال من خلال إتباع نهج التسامح والتعايش التي تقتضيها الحكمة والوعي ، والعمل على مواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة ،التي لم يوضع لها الحلول المناسبة حتى هذه الساعة من قبل السياسيين العراقيين ، تجعل من كل طائفة أو قوة سياسية مهتمة بالدرجة الأولى في الدعوة لحماية وجودها و'حقوقها' ومكانتها أو ترتيبها في هرم النفوذ أوالحصص من السلطة ، وقد طغى هذا الوجع على كل الأولويات الأخرى ودفع إلى أسفل سلم المشكلات الكبرى العديدة للبلد ، ومن هنا نفهم لماذا تعيش البعض من القوى أزمة دوروشعور متزايد بالهامشية، كما يمكن أن نفهم في الوقت نفسه لماذا تخلت البعض من هذه القوى عن أي طموح لعمل مستقبلي وفقدان الأمل ولم تلتحق بالقوى السياسية الموجودة، إذ أنها وجدت في الخيار الأخير السبيل الوحيد للحفاظ على بعض الفعل أو ما يشبه  الدور وهو دليل على أن القوى المتقدمة التي يمكنها أخذ المبادرة لتحريك الواقع السياسي نحو الاحسن  وباتت مستهلكة في مواقف الدفاع ولا تبدو راغبة في فتح الابواب للاخرين للعمل وانقاذ الوضع او اصلاحه ، ومن هنا إذا كانت الأحزاب السياسية ذات القدرة منشغلة بالمسائل الجزئية لتقاسم السلطة أو مستغرقة في همومها المباشرة، فمن هي الجهة الوازنة التي يمكن أن توفر قوة التعويض عن هذا التأخر الذي اصاب البلد.

 من المعلوم ان الخطاب السياسي  بطبيعته ليس سوى طبخة تقدم الى الموالين او لاقناع اخرين، وبمعنى آخر وجبة حديث تقدم لنقل الفكرة الى المخاطب، وبالتالي يجب ان يكون الخطاب بمستوى ذائقة المتلقي،. لكن في العراق مازالت جميع الخطابات التي يقدمها ساستنا، دون مستوى وعي المتلقي العراقي المثقف والواعي، في المفردات المستخدمة كلاسيكية و مهلهلة وفضفاضة، لا ترتكز على الواقع المعاشي، ولا تلتفت لمتطلبات المرحلة، كما يتميز الخطاب السياسي العراقي بالبلادة والنكوص من حيث توظيف الجمل والمفردات، كونه يعتمد على الجمل الجاهزة والمستخدمة بشكل يدعو الى الملل والاشمئزاز لتكرارها، في الغالب ان الخطاب العراقي هو تهوره في توظيف المصطلح، وعدم مراعاته لتنوع الطيف العراقي، الذي هوحتماً يختلف عن باقي مكونات الشعوب.

يواجه النظام الفيدرالي في العراق تحديات كبيرة ومعقدة، أبرزها انعدام الثقة بين الأقاليم والحكومة الاتحادية والناتجة عن غياب القوانين الفعالة التي تضمن توزيعا عادلا للسلطات الإدارية والموارد الاقتصادية. ولذلك يرى الخبراءأن تعزيز الحوار الوطني المستمر بين الأطراف المختلفة في العراق، وإشراك الجميع في عملية صنع القرار، يُعَد خطوة حاسمة نحو بناء الثقة والشرعية المطلوبة لترسيخ وحدة الوطن ونجاح دولته .

الخطاب السياسي العراقي دائماً مايركز على الطائفية المقيتة التي خربت البلاد بوصفها أداة تمزيق و المفردة المستخدمة بداخله، هي أساساً نواة لتعميق التمزيق والمشكلة الكبيرة التي جذرها السياسي العراقي هو يعيد ويصقل ويردد مفردة الطائفية بخطابه ليكسب راي الجهال ولايعي حتماً ان هذه الاعادة ستكون ذات ابعاد مستقبلية و تؤثر على أجيال كثيرة وتتوغل داخل ذاكرتهم تلك المفردة، واذا ابتعدنا عن هذا الحيز، الخاص بالطائفية او المذهبية، فيجب حينها ان ننتقل الى مفردة المظلومية المترسخة بداخل العديد من مكونات الشعب العراق، وعليه فقد استغل اصحاب الخطاب السياسي هذه المفردة، في صناعة خطاباتهم المصاغة على تحريك العواطف، وتلك العاهة هي التي أصابت من العراقيين موتاً، فالبعض من الطوائف على سبيل المثال، وقبل انهيار الصنم البعثي كانوا يرددون هذه المفردة سراً وعلانية، لكنهم لم يتجاوزوها، حتى بعد تسلمهم الحكم، ومثلهم اليوم ما بعد عام 2003 ان الساسة المنتمون للطوائف الأخرى بخطابها المشحون بمفردات المظلومية وهضم الحقوق، في حين ان تمثيلهم السياسي في الحكومة والبرلمان، وصل الى أكثر من استحقاقهم، ولا ادري اين هي المظلومية التي يتحدثون عنها.

كما أسلفت القول ان خطاب البعض من السياسيين  العراقيين في حقيقته، هو خطاب جاهل وبسيط، لا يمكن للمتلقي العراقي ان يستسيغه مهما علت الاصوات الخطابية،فالحقيقة تقول اننا بحاجة الى خطاب حقيقي وواقعي  جيداً يراعي ذائقة وثقافة المواطن العراقي الذي اصبح وكان  يعي ما يدور حوله، فما عاد العراقيون سذجاً لتمرر عليهم مفردات مسمومة تقدم على أنها دفاعية عن حقوقهم، وعلى السياسيين تبني خطاب  موحد يصب في مصلحة الوطن والمواطن، خصوصاً والعراق مصاب اليوم في عمقه  ، و لا يجوزتقديم الخطابات التي تريد النيل من بسالة القوات الامنية المختلفة وقواعدالحشد الشعبي، بعد خوضها معارك الشرف ضد الاوباش والسفاحين، ومن شأن الخطابات الغير الموزونة ان تأتي بنتائج وخيمة لن ينفع بعدها الندم والاعتذار...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=205767
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 07 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 07 / 21