• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإمام الحسين(ع) وسلاح المظلومية .
                          • الكاتب : زعيم الخيرالله .

الإمام الحسين(ع) وسلاح المظلومية

المظلومية سلاح فعال من أكثر الأسلحة مضاءً، وقد يستخدم هذا السلاح استخداماً سيئاً، من أجل كسب الرأي العام للترويج لقضية قد تكون كاذبة أو مبالغاً فيها.
كل الشعوب عانت من مظلوميات، وكانت تلك المظلوميات مظلوميات حقيقية ولكنها لم تحسن عرض هذه المظلوميات وتوظيفها لخدمة أهدافها. وهناك من رفع مظلوميات كاذبة ولكنه أحسن عرضها وتصويرها للعالم، أو مظلوميات مبالغاً فيها، ولكن حسن العرض والتوظيف لهذه المظلومية، أكسبه تعاطف العالم معه. فاليهود أكدوا على المحرقة(الهولوكوست) حتى صارت هذه المحرقة مقدساً من المقدسات، لايمكن المناقشة حتى في اعدادها؛ ذلك لان اليهود أحسنوا العرض وتفننوا في الأداء على الرغم من أن المظلوميات طالت غير اليهود، كأسرى الحرب السوفيت والبولنديين الأصليين والغجر والأشخاص المعاقين، وماقتل في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
في كربلاء، الامام الحسين طرح مظلوميات حقيقية لا مظلوميات كاذبة أومبالغاً فيها، وأحسن توظيفها للوصول إلى الهدف، وهو بث الوعي في ضمير الأمة المخدر، وبالتالي إسقاط الحكم الأموي وإنهائه. المظلوميات التي وظفها الامام الحسين عليه السلام مظلوميات حقيقية، كشفت خسة الخصم ولا إنسانيته. فذبح الطفل الرضيع وبقية الأطفال مظلومية حقيقية، وقتل الأكبر والقاسم والعباس وإخوته وبني هاشم والأصحاب وقطع الرؤوس ورض الخيول صدر الحسين وظهره وحرق الخيام وسبي بنات رسول الله والسير بهن في البلدان.كل هذه المظلوميات مظلوميات حقيقية استطاع الامام الحسين عليه السلام توظيفها لفضح بني أمية وكشف حقيقتم الجاهلية.البعض يقول ان سلاح المظلومية سلاح خطير يثير حروباً أهلية وينشر الكراهية. ولكن هذا لاوجود له في عاشوراء، فعاشوراء تنشر الحب ولاتثير الكراهية. كربلاء فصلت وميزت بين خطين وبين اسلامين، بين الإسلام الأصيل الذي يدعو إلى المحبة وبين الإسلام المزيف الذي يدعو إلى الكراهية وقطع الرؤوس.
المظلومية سلاح يستهدف الظالم وفضحه ولايستهدف الآخرين، ولايثير الكراهية والتعصب؛ لان نهج الامام الحسين عليه السلام هو نهج الإسلام الأصيل. نعم إسلام بني أمية إسلام الأحقاد والكراهية وقطع الرؤوس، ومايزال هذا الإسلام يحمل أخلاق بني أمية إلى اليوم يثير الكراهية وينشر الفتن.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=205558
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 07 / 17