بحجة القضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه.. يحاول الاعلام الغربي (ومن زمن بعيد) ينقل صورة غير حقيقية وغير صادقة عن الإسلام لغرض الإساءة له، وحجب الثقة عنه، باعتباره دين إرهابي دموي، فاقد للشرعية الدولة، اتباعه يعيشون بطريقة متخلفة غير حضارية يؤمنون بالسحر والشعوذة، والدجل، ليس لديهم مبادئ انسانية حضارية معروفة، وهم الى الان لا يميزون بين الخطأ والصواب، همهم الطمع والجشع، والشهوة واراقة الدماء والارهاب..
وغير خافٍ على احد فقد استهدف هذا الاعلام الوجود الاسلامي في الغرب من قبل مختلف النخب السياسية والدينية والفكرية. وقد كشف الرئيس الامريكي السابق اعلان الحرب على الاسلام بصراحة مؤكدا: بأن الحرب الصليبية الجديدة ضد قوى الاسلام المتخلف!!. اما رئيس وزراء بريطانيا فقد ادلى بتصريح الغى فيه العطاء الفكري والحضاري للاسلامي في ولادته الى يومنا هذا!!. أضف الى ذلك التصريحات المتكررة لرئيسة وزراء بريطانيا (تاتشر) المسيئة للاسلام واتباعه.. وتصريحات مشابهة اخرى وزلة لسان وقلم مسموم صدرت من شخصيات سياسية عالمية يهودية ومسيحية، واخرى اجتماعية امثال المرتد (سليمان رشدي) وكتاباته الشيطانية المسيئة لشخص نبي الرحمة محمد ص، والصور الكاريكاتيرية المرعبة التي تنشرها الصحافة الغربية وخصوصا في الدنمارك وغيرها كثير وكثير.. نحن لا نستبعد ما حصل ونتوقع اكثر من ذلك، (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضاءُ مِنْ أَفْواهِهِمْ وَما تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ).
بهذه الطريقة الوحشية وبغيرها تعمد الاعلام الغربي المزيف ان يصف الاسلام بهذه الاوصاف الشنيعة علنا دون حياء او خوف في الصحافة، وعلى المسرح وفي الفضائيات وعلى الانترنت ولعب الاطفال!! إذن علينا أن نعرف ما هي اسبابه؟ وما اهدافه؟ وما دوافعه؟ ومن يقف وراءه؟ وذلك للتخلص من شرور هذا المرض الوبائي الخطير الذي ينذر بنتائج سلبية لا تحمد عقباها.
بالتأكيد ان الخلط والتشويه للمفاهيم الاسلامية والدس والافتراء صور غير واقعية، بل العكس هو الصحيح لأن هذه الاتهامات الباطلة وهذا الضجيج الاعلامي المبرمج نشم منه رائحة العداء، والحقد، والحسد، والفتنة، والاقصاء، والتهميش..
اعتقد ان المسؤولية كبيرة وكبيرة جدا تحتم علينا (جميعا) أن نتعاون وان نرد على الذين يتهموننا بالباطل!! نعم السبب واضح ليس خافيا على احد، اذكره بصورة موجزة: وهو ان الاسلام اصبح ينتشر في الغرب انتشارا سريعا ومؤثرا خصوصا بين المفكرين، وحملة الشهادات العالمية العليا كيف لا، وهو الدين الوحيد في العالم الذي يحفظ حقوق جميع الناس بلا استثناء وينظم حياتهم بصورة عادلة، وهو يؤمن بالسلام والمحبة والخلق.. بحيث ادهش وازعج دعاة الصهيونية والماسونية والصليبية وجميع الفرق الضالة المضلة التي تدعي الحيادية وحقوق الانسان وحرية التعبير والفكر وحرية الاديان وما شابهها من شعارات واهية!! واعتبروه تحديا كبيرا لعقائدهم وافكارهم وسياستهم القمعية التي يريدون من خلالها السيطرة على العالم كله، فوجدوا ان العقبة التي تقف امام زحفهم وطموحاتهم وخططهم الاستعمارية هو الاسلام (فقط) واتباعه الاصلاء، وخصوصا أتباع مذهب أهل البيت ع الذين يمثلون الخط المعتدل السليم للاسلام الرباني البريء من جميع التهم المدسوسة ضده والموجهة اليه.
إنهم تعمدوا في غيهم ووجهوا الإساءة المباشرة للإسلام وأتباعه، بدؤوها بهجمة صليبية ظالمة – كما أشرنا – من التهم والافتراءات الباطلة، والحقوها بحملة شعواء ضالة بخلط وتشويه المفاهيم الاسلامية من جهة، واذكاء النزاعات الطائفية المفتعلة وطرح الخلافات المذهبية وتعميقها برؤى شيطانية مع ترسيخ المعتقدات الخاطئة التي تنسب الى الاسلام، وهي بعيدة كل البعد عن مبادئه الاخلاقية من جهة ثانية، ساعدهم في ذلك الفكر الوهابي الشعوبي التكفيري القذر، الذي شق عصا المسلمين واجج نار الفتنة الطائفية والصراعات المذهبية ببدعه الضالة خدمة للسياسة الأجنبية القائلة (فرّق تسد) وذلك لتحقيق اهداف اعداء الاسلام والمسلمين الذين كانوا ومازالوا يصرّون بوسائلهم الإعلامية على تشديد الخلاف بين المذاهب الاسلامية، وتمويل الجماعات الارهابية المسلحة بالاموال الطائلة وباقي مغريات الحياة الاخرى بدعم مباشر من القوى الشريرة الظالمة وفي مقدمتها الكيان الصهيوني (الموساد) وعدوة الشعوب امريكا وذيولها الارذال في دول العالم، لتشويه صورة الاسلام التي استغلها الاعلام الغربي المعادي.. بهذه المعتقدات الخاطئة يحاول هذا الاعلام تغذيتها في عقول واذهان الشعوب غير الاسلامية بكل وسائله الاعلامية وترسيخها بكل قوة مدعيا بأن الاسلام دموي ارهابي كما وصفته الصحافة الغربية (الغارديان) وعبرت عنه (الاسلاموية) بـ(البولشفية الجديدة) هدفهم الاساءة والتشويش الاعلامي الرخيص المتعمد، واعطاء صورة قبيحة وشاذة عن المسلمين عموما والاتهامات الباطلة للاسلام بدعم الجماعات الارهابية المسلحة زورا وبهتانا غرضهم التعتيم الاعلامي عما تفعله اسرائيل وامريكا ولاجل اخفاء الحقائق، وضرب الاسلام من الداخل والخارج، لكي يبتعد المجتمع الغربي عنه وعن مبادئه الصحيحة. وبلا جدل فان اسرائيل هي اكبر مصدر للارهاب في العالم!! لانها تدعم وتموّل الجماعات الارهابية المسلحة التي تدعي الاسلام كذبا وافتراء.
ان هذه الاتهامات نسمعها ونشاهدها في الفضائيات والاعلام الغربي بصورة معكوسة في جميع الوسائل المتاحة لديه، وخير دليل على ذلك المجازر الدموية التي يرتكبها الكيان الغاصب للقدس بحق الشعب الفلسطيني الجريح، قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ الناسِ عَداوَةً لِلذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ).
ان هذه الوسائل الاعلامية المدعومة من قبل قوى الضلال والتكفير في العالم (وللاسف الشديد) نراها تزداد سوءا وكفرا يوما بعد يوم وباستمرار، وهي التي تدعي الحيادية في تناولها للمواضيع العقائدية والفكرية والسياسية، إلا أننا نرى عكس ما تنادي به من خلال الواقع الذي نشاهده ونسمعه، وهي تكشف عن الوجه القبيح للهجمة الصهيونية العالمية الشرسة. وبالتالي نحن نعتقد اعتقادا جازما بأن الباطل سيندحر والحق سينتصر، كما نؤمن بحتمية حكم الاسلام في القريب القريب العاجل ان شاء الله تعالى.
|