• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مظلومية أمير المؤمنين (ع) في صحاح السنة (1) .
                          • الكاتب : د . احسان الغريفي .

مظلومية أمير المؤمنين (ع) في صحاح السنة (1)

 لا نبالغ إن قلنا إنَّ كثيراً من الأحاديث النبوية الشريفة التي اختصّت بذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وأهل البيت عليهم السلام  قد دُفِنَت في صدور الرواة ، ولم يصرّحوا بها، وذلك لعدّة أسباب، أهمها: الخوف من الحاكم أو السلطان، بسبب الاضطهاد الفكري، ومحاولات طمس فضائل عليّ وأبنائه عليهم السلام، وأحقيَّتهم بالخلافة المنصوص عليها من قبل رسول الله فمن شواهد ذلك ما رواه الحافظ الموفّق بن أحمد البكري المكي الحنفي الخوارزمي بإسناده عن سليمان بن مهران الأعمش في كتابه: المناقب: ص:284- 285 [حديث: 279- الفصل التاسع عشر]: ((قال: بينا أنا نائم في الليل اذ انتبهت بالجرس على بابي، فناديت الغلام فقلت: من هذا؟
 قال: رسول أبي جعفر أمير المؤمنين وكان إذ ذاك خليفة[من الخلفاء العبّاسيين] قال: فنهضت من نومي فزعا مرعوبا فقلت للرسول: ما وراءك ؟ هل علمت لم بعث إليّ أمير المؤمنين في هذا الوقت؟ قال: لا علم لي، فقمت متفكراً لا أدري على ماذا أنزل الامر، أفكِّر فيما بيني وبين نفسي إلى ماذا أصير إليه وأقول لِمَ بعث إليّ في هذا الوقت وقد نامت العيون وغارت النجوم؟!  ففكرت ساعة، ثم ساعة، فقلت: إنما بعث إليّ في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام فان أنا أخبرته فيه بالحق أمر بقتلي وصلبيّ، فأيست والله من نفسيّ وكتبت وصيتي، والرسل يزعجونني ولبست كفني وتحنطت بحنوطي وودعت أهلي وصبيتي ...))،
 فهكذا كان حال الرواة المقربين من السلطة الحاكمة، يعيشون في حالة خوف وحذر، وكثيراً ما يتعرَّضون لتهمة التحدّث بروايات الفضائل، فيزج بهم في المعتقلات والسجون، أو يتعرّضوا  للقتل أو التعذيب، أو غير ذلك من أساليب القمع والإضطهاد، فحتى أحمد بن حنبل المقرَّب من المتوكَّل العبَّاسي الذي كان يغدق عليه بالأموال والهدايا ((فتشت داره بسعاية كاذبة أساسها أنه آوى علوياً خارجاً على الخلافة في بيته)) كما قال الكاتب  محمود أبو زهرة في كتابه: ابن حنبل حياته وعصره آراؤه وفقهه ،ص: 64، فإذا كان هذا حال الرواة، والعلماء المقربين من السلطان الحاكم في زمن العباسيين فما بالك في حالهم في عهد بني أميّة ؟ بل كيف كان يعيش العلماء، و الناس الموالون لأهل البيت ؟! 
فقد كان الرواة في زمن بني أميَّة يخشون حتَّى مجرد الرواية عن آل البيت حتَّى أصبحت الصحاح شبه خالية عن أحاديث أهل البيت عليهم السلام، ومن شواهد هذه المسألة ما قاله الذهبي المتوفي سنة: (748هـ ) في كتابه: سير أعلام النبلاء، ج: 6 /ص: 439،في  [الطبقة الخامسة من التابعين ]، قال:
 ((قال مصعب بن عبد الله: سمعت الدراوردي يقول: لم يرو مالك عن جعفر[الصادق] حتى ظهر أمر بني العباس.))، يعني كان يخشى أن يروي عنه طوال فترة الحكم الأموي، فهذا أحد الأسباب المهمة التي أخفت حقائق كثيرة، وأحاديث كثيرة عن فضائل أهل البيت عليهم السلام .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=205531
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 07 / 17