إنَّ ليلة عاشوراء هي أصعب الليالي وأشدُّها على معسكر سيد الشهداء "عليه السلام" على وفق الأمور الظاهرية؛ حيث اللقاء الأخير بين خيرة أهل الأرض من الأهل والأصحاب، إذ الوداع الأخير وحديث مأساة عاشوراء وما سيجري على الجميع، ولكنها كانت أعظم ليلة على وفق حقيقة الأمر؛ إذ تقف تلك الثلَّة العظيمة لستمع إلى وصايا إمام زمانها برغبة شديدة في آخر وصاياه، وتجدد عهدها معه على الثبات والتضحية، وعدم الوهن من شدة هذه المواقف. 
١-✍🏻 إنها ليلة الأنصار
الذين هم بشهادة إمام زمانهم الحسين  "عليه السلام" (خير الأصحاب وأوفاهم)، يبايعونه على الشهادة بين يديه من دونه وأهل بيته، ولا يبالي أحدهم بالموت ولو كان ألف مرة؛ لأنه القتل في سبيل دين الله ومقدساته، وفي سبيل إحياء دين الله وأحكامه، ومن أجل أنْ لا تُسَلَّط الأدعياء والطغاة على المسلمين ويجلعنوهم عبيدًا لهم، وإنْ كان ثمن ذلك الدماء الزاكية، ولكنه درس من دروس الشهادة والإباء. 

٢-✍🏻 إنها ليلة أهل بيته
الذين هم بشهادة إمام زمانهم 
الحسين (أبرُّ أهل بيت وأوصلهم) الذين وقفوا معه ينتظرون الشهادة بين يديه، وينادون من أعماق قلوبهم الراسخة (لبيك داعي الله)، فلم يفكروا للحظة واحدة أنْ يرجعوا عن هذا الموقف، بل كانوا ينتظرون صباح عاشوراء؛ ليكتبوا للأجيال القادمة معنى ملحمة (لبيك يا حسين). 

٣-✍🏻 وإنها ليلة النساء 
بل ليلة عقيلة بني هاشم "زينب" التي جلست بين يدي إمام زمانها لتستمع إليه وما يعهده إليها من دور عظيم في النهضة الحسينية المقدسة، وقفت بين يديه بإباء وشموخ لتؤكد له العهد على حمل لواء عاشوراء إلى كل بقعة تمرُّ بها قافلة الحسين، بل تهدد الطغاة بزوال ملكهم وطغيانهم، وتجعل من دماء كربلاء مشعلًا للأجيال.

خادم الثقلين 
السبت ٩ محرم الحرام ١٤٤٧هج 
٥-٧-٢٠٢٥م