من الأمور التي لابد التركيز عليها تطبيقاً لموضوع هذه السلسلة هو الجانب الإعلامي ، فالفضاء بات في عصرنا فضاءً مفتوحاً ، جمع العالم في قرية صغيرة كما يعبّرون ، وبات هو السلطة الرابعة ، بل أحياناً يتقدّم على كل السلطات ويكون هو مدار الحدث ..
فالفضائيات وبرامج التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها وانواعها أصبحت بيد الجميع ، وتصل الى كل نقطة على خارطة العالم ويتابعها الملايين ، نستطيع من خلالها إحياء ذكرى أبي عبدالله وإحياء قضيّته وتأييد ودعم الذين يمسكون ملفّ ودعوى القضية الحسينية بمستوياته وأشكاله المختلفة التي أشرنا اليها سابقاً ..
لا ينبغي أن نزهد بها أو نضيّع فرصتها من أيدينا أو نجعل غيرنا يكون هو المؤثر والمتحكم فيها .. فأصحاب المحتوى الهابط كما يُسمّون حجة علينا من حيث لا نشعر .. للمتأمل .
شهدنا أن التواصل الاجتماعي قد غيّر أنظمة واستبدل قوانيناً وتلاعب بإقتصاد بلدان وهو قادر على أن يهزم جيوشاُ ويستطيع أن يغيّر قناعات أمم .. فهو المتحكم بالرأي العام المعاصر .
نحتاج الى حسابات قوية ومؤثرة يديرها الثقات من أصحاب الكفاءات ويتابعها الملايين وقادرة على تغيير بعض المعادلات التي هي بأمس الحاجة للتغيير ..
كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء من أوضح وأسهل أدوات تطبيقها حالياُ هو الإعلام الالكتروني المفتوح .. ولا أستبعد أن يكون هذا الأمر من الواجبات الكفائية التي تقع مسؤوليتها على الجميع مالم يقم به العدد الكافي والمؤهل لذلك .. فالواقع الافتراضي يحتاج الى مواكب وهيئات افتراضية ايضا ..
ومن المصطلحات الفقهية التي أطلقها قبل سنوات سماحة السيد الخامنئي دام نصره هو مصطلح " جهاد التبيين " ، وهو اختيار دقيق وذكي من فقيه عالِم بزمانه ويستطيع أن يوجّه الأمور ويوّزع المسؤوليات وفق ما يتطلبه الحال .. تبيين الحقائق ومواجهة الأفكار المضللة وردع إعلام العدو في نشر الأكاذيب وتزييف الحقائق ومواجهة الجيوش الالكترونية التي توجَّه ضد الإسلام وضد أهل الحق هو أحد أهم ثغور المسلمين المفتوحة للجهاد في الوقت الحاضر ..
جهاد التبيين باب طاعة عظيمة فتحه هذا الفقيه ومسؤولية حمّلها هذا القائد للذين يستطيعون حملها وأداءها .. وأحسب أن أهم أسلحتها هو الإعلام بكافة أشكاله وتقنياته .. ويوجد كتاب خاص بموضوع جهاد التبيين وهذا رابطه لمن أراد التوسع به والمطالعة :
https://books.almaaref.org/book.php?id=2676
|