حسين خضير ابراهيم الخفاجي من مواليد كربلاء 1953، بداية مهنتي تقريبا في منتصف السبعينيات، إذ تعلمت هذه المهنة لأني كنت هاويا لها، وكنت أقوم بالطرق على بعض المواد والتي تسمى بالصفيح على هيأة أشكال مختلفة منها الطير أو الزهور وما إلى ذلك، وهذا كان كبداية عملي، من ثم تطور هذا العمل إلى أن اشتغلت عاملا لدى الحاج ابراهيم الكسائي (رحمه الله) وكان محله في محلة (باب الخان)، وكان عمري آنذاك قرابة الستة عشر عاما، وبقيت مدة طويلة في عملي مع الحاج إبراهيم حتى وفاته لأعمل مع أخيه الحاج جعفر الكسائي، من ثم مع ابن أخيه الحاج جليل، كما عملت أيضا مع الحاج بدري، والسيد مهدي الحكيم، والسيد علي الهنداوي، وهم من اهم المشتغلين في عمل النقش، في كربلاء خصوصا والعراق عموما.
متى افتتحت اول محل وما هو اول عمل قمت به بمفردك؟
في سنة 1979م في باب السلالمة، ثم انتقلت الى شارع السدرة ومن ثم الى المخيم، وهو مكاني الحالي. كنت في البداية اشتغل بـ(المزهريات) والاباريق، والابريق العباسي الذي كان يختص به المصريون ثم قمنا بتطويره الى الأجمل. أما الذي أختص به فهو نقش (الصواني).
أما أجمل (صينية) قمت بنقشها، فقام بشرائها أحد الأجانب بسعر 45 دينارا، وكانت عن (البراق) فالأجانب لايعرفون ما هو (البراق) فرس النبي ص الذي عرج به الى السماء، فرأى أحدهم (الصينية) في سنة 1984 وكان معنا مترجم، فشرحت له عن (البراق) وعلاقته بالنبي ص وكيف عرج إلى السماء، فقام بشرائها بهذا المبلغ الكبير.
كيف تتم عملية النقش سواء على النحاس أو غيره؟
كنا نطرق على النحاس أو البرونز، مثلا هذه (الصينية) مكتوب عليها عبارة (الله نور السموت والارض) وغيرها الكثير من النقوش، وكانت كربلاء تسمى (يابان العراق) نصدر لسوق (الصفافير) في بغداد، ومن بغداد الى الخليج والعالم.
حيث كانت هناك ميزة في النقوش الكربلائية مثل قبة ومنارتين، لكن الأكثر يأتي على آثار العراق مثلا اسد بابل، والملوية، وطاق كسرى، وفي زمن النظام السابق أهمل طاق كسرى بالإضافة الى الزقورة وغيرها.
من كان يرسم لك الصور؟
بالنسبة لعمل (البراق)، بعد إطلاعي على (مجلة التراث) قمت بانتقاء بعض الصور الموجودة فيها لغرض عملها، لتكون الصورة والهندسة متوافقة، وبدون اختلاف. في بعض الأحيان أستعين بالرسام، وفي أحيان أخرى أقوم بالرسم لإمتلاكي الموهبة، ولكن تبقى قوة الرسام المؤهل للرسم، الكاميرا تختلف عن يد الرسام، الرسام يحاول أن يقترب من الحقيقة، اما الكاميرا فهي الحقيقة بعينها.
س/ أجمل ماده اشتغلتها من خلال مسيرتك؟
أنا من بعد الطرق على المعادن، اشتغلت بالذهب، وكنت أنقش على (الخلخال) ويسمى أيضا (الحجل) في زمن سليم البياتي، وكان عليه طلب مستمر حتى من الموصل... أما اجمل شيء كان (البراق)، والامام علي عليه السلام راكب على الفرس.
س/ بين البارحة واليوم ماهو الفرق في عملكم؟
في السابق العمل كان أجمل بطبيعة الحال، حيث نأتي به من الحي الصناعي للسمكريين الذين يشتغلون بالسمكرة الى حجي (ابراهيم الكسائي) وأخيه سيد جعفر، وسيد علي الهندي... وغيرهم حيث كان في كربلاء حوالي 15 معملا ينتج. اما اليوم فالسائح أو الزائر يأتي من الخارج لا يجد قطعة أثرية منقوشة او تحفة وإن وجدت فهي باهظة الثمن.
سوق الصفارين بين الأمس واليوم؟
في الوقت الحالي لا يوجد تسويق بيننا، أما في السابق فكانت أكثر معروضاتهم من كربلاء. ففي ذلك الوقت، الدولة تزود المعامل بألواح النحاس الأصفر (البرنج) بواقع وجبتين في الشهر. الآن النحاس أغلى، فتحولت الى الذهب، ومن ثم الى (قوالب الترب)، وهي بحدود 600 نوع تقريبا.
وماذا عن السيوف و(القامات)؟
عملت في السيوف الخاصة التي لا تستخدم في الشعائر الحسينية، منها لسعيد زيني، ورسول زنكي، ونقشت على سيفين بالخط الشجري عندي في بالبيت، ولم انقش الأحاديث ولا عبارة (لا فتى إلا علي) حتى لا تختلط تلك العبارات بالدم، إضافة إلى السيوف من (السعودية) المستخدمة في مراسيم (السلام الجمهوري) نقوم بالنقش عليهم لتعليقهن للزينة.
|