• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الدجل الحديث .
                          • الكاتب : سمية شعيب .

الدجل الحديث

  الدجل هو فن من فنون الخداع، وأسلوب من أساليب الغش يستعمله كثير من المحترفين في مجال الكذب ليكسبوا المال الحرام من خلال خداع الأفراد السذج، وعادة يكثر وجود هؤلاء في القرى والأرياف والمناطق النائية ذلك لكي يكونوا بعيدين عن أعين الرقابة والسيطرة، كما أنهم يبحثون عن أماكن يكثر فيها الجهل وقلة الثقافة والوعي شأنهم في ذلك شأن البكتريا والفايروسات. وذلك هو الوضع الطبيعي لهم، ولكن ما نراه اليوم شيء مختلف حيث ان هؤلاء الاشخاص (الفايروسيين) اي الدجالين قد وجدوا لهم طريقا مختصرا للوصول الى مراكز المدن وقلب الحضارة، ليمارسوا الدجل والشعوذة والتنجيم المربوط بالتكنلوجيا الحديثة، وكتاب الله المقدس، وبذلك تكون أساليبهم مقنعة لكثير من طبقات المجتمع التي تعاني اليأس والاحباط في مجالات مختلفة حيث اننا اليوم نلاحظ انشاء هذا النوع من الخداع كما هو الحال في انشاء الفايروسات المسببة لكثير من الامراض التي لم تكن موجودة من قبل في مجتمعنا، ولكنها تنتشر اليوم بكثرة، وطبعا ان سبب ذلك يُعزى الى قلة الرقابة على كلا الموضوعين.
هذا بالنسبة للانتشار، اما بالنسبة لتزايد اعدادهم واستمرارهم فهو الامر المؤسف بالفعل، فلولا وجود البيئة الملوثة لايمكن ان يستمر نمو الجراثيم والبيئة الملائمة لتزايد هؤلاء الدجالين هو التصديق بهم والاعتقاد خطأ أنهم على حق أسباب ذلك كثيرة منها انتشار الضعف في نواحي كثيرة من نواحي المجتمع اهمها ضعف الايمان بالله تعالى، وقلة الثقافة بين أبناء المجتمع، ووجود أوقات فراغ كبيرة لدى الكثيرين، وقلة العبر على البلاء. اضافة الى ذلك فان هناك عوامل اخرى خاصة بالمحتالين أنفسهم حيث انهم يستغلون بعض الثغرات فيقدمون دجلهم واحتيالهم بطرق تبدوا للمستلم انها شرعية حيث انهم يقوّمون حديثهم بمجموعة من الآيات الكريمة والاحاديث النبوية الشريفة مع التظاهر بالخشوع والخوف من الله وعقابه كما يزعمون، وبذلك فان هذه طريقة مختصرة للدخول الى عالم ينتشر فيه الساذجون المحبطون الذين يلجؤون الى هؤلاء الزمرة الضالة اعتقادا منهم بأن هؤلاء هم عباد الله المخلصين، وبذلك يتمكن هؤلاء الدجالون بث كل ما يريدون من افكار ودجل وشعوذة بغطاء ديني محكم.
كما يقوم هؤلاء المشعوذون بالعمل على نشر أفكارهم الضالة عن طريق آخر وهو طريق التكنلوجيا الحديثة من خلال البريد الالكتروني والشبكة العنكبوتية والتلفاز وهنا نراهم يرتدون الملابس ليتمكنوا بذلك من التأثير بأنصاف المتعلمين ممن يظنون أنفسهم مثقفين في المجتمع.
وكلنا يعلم بأن شاشات التلفاز هي الوسيلة الرئيسية لترفيه في مجتمعنا المليء بالعاطلين من العمل، وبذلك فان ظهور اولئك الدجالين في برامج خاصة بهم يكون أفضل وسيلة للانشاء يتمكنوا من خلالها بث خرافاتهم الى المجتمع بعد مزجها بعدد من الآيات الكريمة او الاحاديث النبوية الشريفة ليتم الاقناع بها من قبل كل من ينسى ما ورد في المأثور: (كذب المنجمون ولو صدقوا).
ولا شيء يقال بعد كلام الله تعالى الذي منّ علينا بنعمة العقل لنميز بين الصواب والخطأ، وهنا لابد لنا من وقفة مع أنفسنا لنقرر أي الطريقين نسلك؛ الايمان بذات الله والتوكل عليه ام الانصات لهؤلاء المشعوذين والايمان بالدجل المغلف زورا بكلام الله. وهنا يكمن دور المؤسسات التأهيلية سواء منها الدينية أو الإجتماعية في إعداد وتثقيف المجتمع وتوعيته على التعامل الحضاري في تمحيص كل مفردة من مفردات الواقع المعاش.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=205333
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 07 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 07 / 14