إنَّ يوم عاشوراء قد أثبت للتاريخ أنه ليس يومًا لساعات معدودات من الزمان، وأنَّ طف عاشوراء ليس مساحة محدودة في كربلاء من المكان، بل إنه يوم من أيام الله، كُتِب له الخلود بخلود دين الله، لقد أثبت يوم عاشوراء أنَّ أصحاب هذا اليوم لا يمكن للتاريخ أنْ يرى مثلهم بسهولة، إلا مَنْ تربَّى في مدرسته، وتعلم مناهجه وأتقنها، وتعهد بتقديم الغالي والنفيس لها.
 لقد رأينا في ذلك اليوم: 
١-✍🏻 أنصار الحسين، الذين يتسابقون نحو القتال بين يدي إمام زمانهم؛ ليكوِّنوا لأنفسهم تاريخًا خالدًا بأحرف من نور؛ وينالوا وسام الشهادة مع حجة الله في أرضه، وما أسمى هذه الغايات حيث صار السلام عليهم والزيارة لهم جزءًا من زيارة الإمام الحسين عليه السلام.

٢-✍🏻 أهل بيت الحسين عامة، الذين آثروا أنْ يكونوا الفداء للحسين وأهل بيته ما داموا في يوم عاشوراء، ولم يفكروا بفراقه لحظة، بل ولم يفكروا أنْ ترى أعينهم ما يجري على آل الله قبل أنْ تُضَرَّج كربلاء بدمائهم، وتتوشح الأرضذ بأجسادهم، فكتبوا تاريخهم بأحرف من نور، فكان لهم ذاك الوسام.

٣-✍🏻 أهل بيت الحسين خاصة، فكانت تلك المواقف العظيمة، حيث أبو الفضل العباس الأخ المواسي لأخيه، وهو نافذ البصيرة، وعلي الأكبر الولد العظيم البار بأبيه الذي ضحَّى بين يدي إمام زمانه، ثم طفله الرضيع عبد الله؛ لتسجِّل هذه الأسرة عنوان الثبات والخلود في صفحات التاريخ.
 👈🏻وفي ذلك رسالة عظيمة إلى المجتمع الحسيني بأهمية الثبات على العقيدة، والتضحية لها، وعدم التواني حيث أنَّ مدرسة الحسين لا تعرف إلا ذلك. 

خادم الثقلين 
الجمعة ٨ محرم الحرام ١٤٤٧هج 
٤-٧-٢٠٢٥م