بعد شهرين من إعلان المقاتلين الكرد إنهاء أربعة عقود من النزاع المسلّح ضد الدولة التركية، بدأ حزب العمال الكردستاني، اليوم الجمعة، مراسيم تسليم سلاحه في محافظة السليمانية شمال العراق.
ومن المقرر أن تتم هذه العملية على مراحل، حيث ستقوم مجموعة من أعضاء الحزب بإلقاء أسلحتهم “رمزياً” في البداية، على أن تكتمل عملية نزع السلاح بشكل كامل خلال بضعة أشهر، مع توقعات بانتهائها بحلول أيلول المقبل.
وتأتي هذه الخطوة بعد قرار الحزب في 12 أيار الماضي، بحل نفسه رسمياً وإلقاء السلاح، تلبية لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان في 27 شباط بإنهاء العمل المسلح.
وكان حزب العمال الكردستاني الذي أسسه عبدالله أوجلان في نهاية سبعينيات القرن المنصرم، أعلن في 12 أيار حل نفسه وإلقاء السلاح، منهياً بذلك نزاعاً طويلًا من سلطات تركيا.
أول فصيل يلقي سلاحه
وأعلنت “مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي”، وهي أول فصيل من حزب العمال الكردستاني يلقي سلاحه، اليوم الجمعة (11 تموز 2025)، أنها أتلفت أسلحتها بإرادتها “الحرة” خلال المراسم التي أُقيمت في كهف “جاسنه” بمحافظة السليمانية، وذلك استجابة لنداء زعيم الحزب عبدالله أوجلان.
وقالت المجموعة في بيان: “تعبيراً عن نيتنا الحسنة، وعن عزمنا الصارم من الآن فصاعداً في خوض نضال الحرية والديمقراطية والاشتراكية عن طريق السياسة الديمقراطية والسبل القانونية، وتأسيساً على سنّ قوانين التكامل والاندماج الديمقراطي؛ فإننا نقوم، بإرادتنا الحرة، وبحضوركم جميعاً، بإتلاف أسلحتنا”.
بغداد تستعد لملء مناطق حزب العمال الكردستاني
وكان مسؤول عراقي في مستشارية الأمن القومي ببغداد، قال إن هناك تنسيقا أمنيا واستخباريا على أعلى المستويات بين بغداد وأنقرة، حيال ملف حزب العمال الكردستاني بالتنسيق مع الفاعلين على الأرض في إقليم كردستان، في إشارة إلى حكومة أربيل والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل الطالباني الذي يتولى إدارة محافظة السليمانية حيث مراسم التسليم.
وأضاف المسؤول: “من المبكر الحديث عن آلية تسليم السلاح وطريقة ذلك والجهة التي ستتسلمه، لكنها مراحل زمنية ولن تكون سريعة، وهناك خطوات منتظرة من الجانب التركي لإتمام علمية السلام”، مؤكداً أن القوات العراقية أعدت خطة لملء المناطق الجغرافية التي كانت خاضعة لسيطرة مسلحي الحزب”.
وحول ما إذا كان المسلحون والعناصر سيبقون بالعراق أم يغادرون، قال: “هناك خطة واسعة على عدة مراحل، ومن غير الصحيح التحدث بها كونها خاضعة أيضا للمتغيرات السياسية والأمنية على الأرض”.

|