لقد كانت النهضة الحسينية لها أعظم الأثر في الدفاع عن الشريعة المقدسة وتعاليمها، من خلال تلك المواقف المتعددة لمعسكر الامام الحسين "عليه السلام"، والتي كانت فيها اعظم الأمثلة للبطولة والفداء والتضحيه.
      ومن تلك المواقف هو موقف سيدنا العباس بن علي "عليه السلام" الذي دافع عن الإمام الحسين ونسائه وعياله وحافظ عليهم، وكان وجوده مصدر اطمئنان لهم، حتى نال الشهادة بين يدي أخيه وإمام زمانه بعد أنْ بذل غاية المجهود في الدفاع والتضحية؛ لذلك صار له ذلك المقام الرفيع عند الأئمة "عليهم السلام"، وهذا ما نراه صريحًا وجليًّا في ألفاظ زيارته عن الإمام الصادق "عليه السلام" من الشهادات المتعددة، ومنها قوله:
١-✍🏻 أشهد أنك لم تهن.
فهي شهادة عظيمة أولى على شجاعته وبطولته وإبائه في الدفاع عن الدين ومقدساته، وأعظم معالم الدين هو الدفاع عن إمام زمانه المعصوم.
 👈🏻 وفي ذلك رسالة مهمة إلى المجتمع الحسيني بأن يكون على هذه الصفة من الشجاعة والإباء في مواجهة أعداء الدين. 
٢-✍🏻 وأشهد انك لم تنكل.
فهذه شهادة ثانية على ثباته بعهده لله تعالى ورسوله وإمام زمانه بنصرة الإسلام والدفاع عنه، وعدم الفرار أو النكول بتلك العهود أمام كل مغريات الدنيا الفانية، بل الصبر والنصر. 👈🏻 وفي ذلك رسالة عظيمة على أهمية ضرورة العمل الجاد في نصره دين الله مهما كانت التضحيات. 
٣-✍🏻 كنت على بصيرة من أمرك.
وهي شهادة ثالثة مهمة تتعلق بالثبات على الدين على وفق العلم والمعرفة واليقين، والرسوخ في ذلك من خلال الإيمان الصادق، فالبصيرة هي رؤيه القلب الراسخ لحقائق الأمور، وأعظم حقيقة هي الدفاع عن إمام الزمان.
👈🏻 وفي ذلك رسالة عظيمة إلى المجتمع على ضرورة التمسك بتعاليم الشريعة المقدسة والتعرُّف علميًّا على العقيدة والمتعلقة بها، وفيه رسالة كذلك على أهمية تحصين المجتمع بالعلم والمعرفة ليكون على بصيرة من عظمة الدين، والتضحية له بكل شيء. 

خادم الثقلين 
الخميس ٧ محرم ١٤٤٧هج 
٣-٧-٢٠٢٥م