
منذ نعومة أظفاري وحتى رماد المشيب، كان الأرشيف الرياضي رفيقي اليومي، أُصرف عليه من قوتي، وأُطويه كما تُطوى الراية بعد المعركة. تصاوير، صحف، مجلات... كل ما يمثل ذاكرة الكرة العراقية كان يُخزّن بضمير، وليس لغرض الشهرة أو الربح. لكن حين احترقت مؤسسات الدولة،
واحترق معها جزء من الوعي الجمعي، شعرت أن المهمة أصبحت فريضة وطنية ,أن أُشرّع ما لدي للجميع، بدون اسمي، كي يتسنى لكل عاشقٍ للكرة، ولكل باحثٍ في التاريخ، أن يجد الحقيقة بلا وسطاء.
لم تكن المهمة سهلة, واجهت مجموعات استهزأت، رفضت،
واعتبرت أن ما أفعله لا قيمة له، بل سعت لمنع وصول هذا الإرث لأي إعلام أو مؤسسة ومع هذا، لم أتراجع
فالأرشيف ليس ملكًا شخصيًا، بل هو ذاكرة وطن يُحاول البعض سرقتها أو حرقها بتواطؤ خفي. وفي زمن الأجندات التي تُريد ابتلاع كل ما هو عراقي أصيل، وقفت وحدي، لكنني لم أكن هشًّا. كنت أؤمن أن من يمتلك الذاكرة
يمتلك الوعي، ويمتلك القدرة على أن يمنع التزوير القادم
رسالتي: لن أُدوّن اسمي، لأن الوطن أهم من توقيعي. لن أُخزّن هذا الأرشيف في خزائن خاصة، لأنه ملك الجميع. ولن أُساوم عليه، لأن من يُفرّط في التاريخ، يُفرّط في المستقبل.
|