• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إبراهيم الخليل (ع) نسخ متعددة لصورة واحدة  .
                          • الكاتب : حسن علي .

إبراهيم الخليل (ع) نسخ متعددة لصورة واحدة 

    لعب الإستشراق والمستشرقون بغزوهم لأراضي شرق المتوسط ومصر والعراق أدوارا مشبوهة مريبة، وخاصة أولئك الذين قاموا على شؤون التنقيب والحفريات وقراءة الرقم الطينية والبرديات. وحسب يقيني ان عملهم رغم تباعد المسافات كان يسير وفق خطة موحدة وضعتها جهة مستفيدة واحدة لطمس معالم الحقائق وتبريرها. وانا اعتقد ايضا ان قراءات الرقم الطينية الخاصة بسرجون الأكدي، لم تكن دقيقة ولم يكن الزمن الذي حدد لها هو الزمن الدقيق. ويبنى هذا الاعتقاد على التشابه الكبير بين قصة ولادة وتربية سرجون الأكدي وقصة وولادة وتنشئة موسى عليه السلام. 
  في حين ان التاريخ الذي عاش به سرجون الأكدي حسبما (زوّره) المستشرقون يبعد كثيرا عن الفترة التي عاش فيها موسى عليه السلام، الأمر بحاجة الى نظر، كونهم باعتقادي، يهدفون التضليل وربما نجحوا في ذلك لحد الان. اما (نرام سن) الذي يضعونه حفيدا لسرجون الأكدي فيبتعدون به عن حقيقته الناصعة كونه هو الاسكندر ذو القرنين الذي ورد ذكره في القرآن الكريم، وهذا لعمرك منتهى التزييف (الدقيق) الذي ينطلي بسهولة على السطحيين ممن ركبوا التاريخ، مع أن نظرة فاحصة بسيطة على حياة هذا الملك، ستجد التشابه العجيب بينه وبين ذي القرنين الذي حوّله المستشرقون الى إله تتعبده الشعوب، في حين هو عبد صالح من عباد الله وربما نبي. 
 الطريف إن الاسكندر المقدوني كان يقلد اغلب تصرفاته حتى انه ارتدى القلنسوة ذات القرون التي كان يرتديها (نرام سن) وقد وجدت صورتها على الجدار. يدلل على حديثنا ما ورد في الاية الكريمة: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} والمنقبون انفسهم اجمعوا ان الحديد اكتشف سنة 1200ق- م، أي بعد النحاس. والشأن نفسه مع خليل الرحمن ابراهيم الخليل (ع) الذي ورد اسمه في اغلب حضارات الشرق المتوسط ومصر والهند. وقد ذكره سفر التكوين بأنه (ابرام الارامي) وعاد مرة اخرى ليذكره (ابراهام العبراني)، وهو في الهند ابراهام ايضا، وفي القرآن الكريم (ابراهيم) خليل الرحمن، وفي مصر اخناتون، وفي تركيا له اسم يقترب من ذلك. 
  اما محل مولده فكثير من الأمم تدّعيه، ففي مصر يقولون ولد عندنا وكان هيكل ابيه معبد الكرنك، وكانت قصة رميه في النار حدثت في مدينة الاقصر، واليمنيون يقولون ابراهيم ولد بين ظهرانينا، وهذه شواهده، وهكذا الاتراك يحددون بالضبط حتى المغارة التي اخفته امه فيها خشية بطش الملك الذي يقتل كل وليد بناء على نبوءة الكهان، والشام يدعون ان مدينة (حلب) موطنه، وسكان (ارمينيا) يصرون على (اورارات) هي مسكنه، وليس في (اور) جنوب العراق. في حين أن اهل بابل يحددون قرية وصخرة تعد الان من المزارات قرب منطقة الكفل يقولون ابراهيم هذا ولد في أرضنا... وهكذا يدعي اهل نينوى، اما أهل اور وذي قار فأنهم يصرون ان إبراهيم عليه السلام ولد ها هنا، وقد وضعوا في اثار أور علامات على غرفة له ولسارة زوجته وهكذا لهاجر، وهذه الصور المتعددة بحد ذاتها تدلل على تشويه وتزوير المستشرقين للتاريخ. 
  هنا السؤال: فأي من هؤلاء هو خليل الرحمن؟ قد ذكر بعض المنقبين انه عاش بحدود 2000 ق- م وعمّر 200سنة، وبدراسة بسيطة لحياته ولفترته، نجدها تتطابق بشكل شبه تام مع حياة وانجازات العاهل الكبير حمورابي، وهنا ايضا نسوق واحد من الادلة التي تثبت تزوير المستشرقين لتاريخ (الميزوبوتاميا) ليجيروه لصالح جهة ربما نعرفها أنا وأنت.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=205228
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 07 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 07 / 14