• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فوائد لغوية  ألقاب العباس عليه السلام (المجيب) .
                          • الكاتب : الشيخ حمزه ابو العرب .

فوائد لغوية  ألقاب العباس عليه السلام (المجيب)

 المجيب : اسم فاعل ، مشتق من الفعل الثلاثي المزيد (اجاب) والفعل الثلاثي المجرد منه ، هو (جاب) ، واصله (جوب) فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها قبلت الفا 

ومضارع (اجاب) (يجيب) ، ومنه نصنع اسم الفاعل ، حيث نحذف حرف المضارع (الياء) ونبدلها ب(م) مضمومة فتصير الكلمة (مجيب) .
والمصدر منه : (الاجابة ) والاسم الجابة ، كالاطاعة والطاعة .
وفي المأثور من اساليب اللغة العربية : ( ساء سمعا ، فساء جابة ) اي انه لما اخطا فيما سمعه ، اخطا في الاجابة .
والاجابة والاستجابة بمعنى . ( مختار الصحاح) 
وفي المصباح المنير الاجابة معناها الطاعة والقبول . تقول : اجاب زيد سعدا اجابة 
واجاب قوله واستجاب له : اذا دعاه الى شيء ، واطاع . ومنه : اجاب الله دعاؤه : قبله واستجاب له كذلك .
  بعد هذا التمهيد اللغوي لكلمة(المجيب) نقول : ان هذا اللقب قد ورد على لسان الامام الصادق عليه السلام في الزيارة ليميز به قمر بني هاشم الذي اجاب اخاه الحسين عليه السلام من دون ما طلبا منه فكان معه اين ماحل وارتحل من دون ما سؤال او نقاش.. فكان الحسين عليه السلام هو القائد والعباس هو المنفذ وكانت السمة المميزة للعباس عليه السلام هي الطاعة المطلقة والقبول لكل ما يقوله الحسين عليه السلام ولما احل الحسين اهل بيته واصحابة من بيعته وان يذهبوا في ارض الله الواسعة ويتركوه وهؤلاء القوم فانهم لايريدون غيره لما وصل الحسين الى هذا الكلام نهض العباس فكان اول المتكلمين  حيث قال : ( انحن نخليك وبماذا نعتذر الى الله في ذلك؟؟) وظل العباس بتلك الطاعة ما انفك عنها لحظة من لحظات عمره حتى استشهد بين يدي اخيه الحسين .
  امتاز العباس عليه السلام بطاعته تلك منذ اللحظة الاولى لرحيل الحسين من المدينة فحزم امتعته وامتعت اخوته ، وجعله ضمن ضعن الحسين فكان يضع بذلك حدا فاصلا بينه وبين من لم يخرج مع الحسين من اخوته كعمر الاطرف وعبيد الله ابن علي ابن ابي طالب عليه السلام اللذين لم يخرجا مع الحسين حيث توفي عمر الاطرف في(ينبع) حتف انفه وكان عمره يومئذ 85 سنة (مراقد المعارف 2 /108)  
وله مرقد في ينبع من ارض تهامه .
ونما قيل له الاطرف لان شرفه كان من طرف واحد وهو طرف ابيه امير المؤمنين عليه السلام حيث كانت امه سبية من سبايا عين التمر – شفاثا – سنة 12هـ واشتراها امير المؤمنين وهي التي تعرف بالصهباء ( مراقد المعارف :2/110) 
  واما عبيد الله ابن علي فهو الذي تحققت به نبوءة ابيه امير المؤمنين عليه السلام حيث جمع علي بنيه وهم اثنا عشر ذكرا فقال له ان النبي يعقوب كان له من البنين اثنا عشر ذكرا فلما حضره الموت جمعهم وقال لهم : ( اني اوصي الى يوسف فاسمعوا له واطيعوا . وانا اوصي الى الحسن والحسين فاسمعوا لهما واطيعوا)
فقال له عبيد الله ابنه (أدون محمد بن عليه ؟ يعني ابن الحنفية، فقال له :( أجرأة علي في حياتي كأني بك وقد وجدت مذبوحا في فسطاطك لا يدرى من قتلك؟)
وقتل عبيد الله في جيش مصعب ابن الزبير لايدري احد من قتله كما قال امير المؤمنين ومرقده في ميسان بين واسط والبصرة تساق اليه النذور ويعرف قبره هناك بقبر عبد الله ابن علي (مراقد المعارف :2/50) 
  في نهاية هذا الموضوع لابد لنا من القول بان العناية الالهية كانت ترعى العباس عليه السلام وتوحي اليه منذ الطفولة بان يلازم اخاه الحسين عليه السلام في حله وترحاله وتحبب اليه هذه الملازمة التي جعلت منه اخا صادقا مجيبا يرى الفداء واجبا شرعيا لا عاطفيا يمليه عليه الحب المجرد لاخيه الحسين عليه السلام ....




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=205125
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 07 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 07 / 14