كتابات في الميزان / أزمة الكهرباء في العراق تتفاقم مجددًا مع تراجع حاد في واردات الغاز الإيراني، ما أدى إلى فقدان نحو 3800 ميغاواط من الطاقة، في وقت سارعت فيه وزارة الكهرباء إلى إدخال جميع المحطات المتنقلة والثابتة قيد التنفيذ إلى الخدمة، لتخفيف اختناقات الأحمال ودعم الشبكة الوطنية استعدادًا لصيف بالغ الصعوبة.
وجاء إعلان فقدان هذه الكميات من الطاقة، على لسان مدير مديرية الوقود في وزارة الكهرباء، سعد فريح، موضحا في بيان صحفي، أن كميات الغاز المستورد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية شهدت تراجعاً كبيراً خلال الساعات الماضية، إذ انخفضت إلى ما يقارب النصف (25 مليون متر مكعب) يومياً، مقارنة بالكميات المتعاقد عليها بين البلدين، البالغة (55 مليون متر مكعب) يومياً.
وبين أن هذا التراجع المفاجئ تسبب بخروج عدد من محطات الإنتاج الغازية من الخدمة، مما أدى إلى فقدان نحو (3800) ميغاواط من القدرة التوليدية الوطنية.
وأوضح أن وزارة الكهرباء تبذل جهوداً استثنائية لإعادة التوازن إلى منظومة التوليد، من خلال التنسيق المستمر مع وزارة النفط لتعويض جزء من النقص الحاصل عبر زيادة تجهيز الوقود.
مقابل ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى العبادي، إن الوزارة أدخلت جميع المحطات الثانوية ما بين المتنقلة والثابتة التي كانت قيد التنفيذ خلال النصف الأول من العام الحالي إلى الخدمة مؤخرا، وذلك ضمن الخطة الخاصة بالموسم الصيفي الحالي.
معالجة الاختناقات
وأضاف أن إدخال هذه المحطات جاء لمعالجة الاختناقات التي تحصل في الشبكة الوطنية في بغداد والمحافظات بسبب تصاعد الأحمال.
وذكر العبادي، أن هذه المحطات وزعت بين بغداد والمحافظات بحسب مناطق التشغيل وذروة الأحمال لتخفيفها وضمان ديمومة الطاقة الكهربائية المجهزة عبر الشبكة الوطنية.
وأفاد بأن الوزارة تتابع تهيئة محطة المسيب الحرارية والغازية لمتابعة الجاهزية التشغيلية لها، استعدادًا للزيارة المرتقبة خلال العاشر من محرم، وهي تغذي مناطق الفرات الأوسط، وقد جرى تكثيف الجهود الفنية والهندسية والإدارية لإكمال أعمال الصيانة التي من شأنها أن تضمن استمرارية الإنتاج من دون انقطاع، ومعالجة أي معوقات فنية قد تؤثر في استقرار عملية التجهيز.
ولفت إلى إكمال العديد من المشاريع المتلكئة والمتوقفة خلال المدة الماضية، وصيانة الوحدات التوليدية التي كانت منفصلة وخارج الخدمة، إذ تمت إعادتها إلى العمل وأسهمت برفد الشبكة الوطنية بطاقات إنتاجية إضافية.
ثم أردف العبادي، أن الوزارة تحرص على إكمال خططها الخاصة بالمنظومة الكهربائية للعام الحالي، لمواجهة ذروة الأحمال الصيفية من دون معوقات.
كما نوه بأن الوزارة تكثف جهودها لإعادة محطة الهارثة الحرارية في البصرة التي تسهم بتغذية المحافظات الجنوبية إلى الخدمة، من أجل تعزيز استقرار المنظومة، حيث توجد متابعة ميدانية لأعمال التنفيذ، والتشديد على ضرورة الالتزام بالسقف الزمني المحدد للمحطة التي تضم أربع وحدات توليدية، اثنتان منها متوقفتان قيد التأهيل، ومثلهما تعملان بشكل طبيعي.

|