• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشعائر الحسينية بين الأكاديمية والشعبية .
                          • الكاتب : مرتضى الفواز .

الشعائر الحسينية بين الأكاديمية والشعبية


هناك نقاش دائم يدور حول موضوع الشعائر الحسينية، ففريق يميل على تكون علمية وأكاديمية احياناً، وفريق آخر يرى أن قضية الحسين عليه السلام ( عاطفية) بالأساس، لذا يجب ان تكون شعبية وفلوكلورية!!!

كما ان الحوار  يتطرق احيانا لتعريف ماهية الشعائر نفسها ، وضوابطها، ويصاحب هذه الحوارات والنقاشات، كثيراً من الشد، والعصبية احياناً .

والمراقب لهذه النقاشات يرى أنّها تُدار على أيدي ( عامّة) الناس غالباً، وليس بواسطة المتخصصين، لذلك تطغى لغة الجدل والنزاع، على اسلوب الهدوء والعقلانية.

من ناحية الضوابط الشرعية والفقهية، يجب أن تُترك للفقهاء، فأغلبنا يندرج تحت خانة ( المكلفين) الذي يستسقون فتاويهم من مراجعهم، ويعملون بتكليفهم الشرعي.

وحتى لو اختلف الفقهاء في الرأي فيما يخص شعيرة معينة، فلا يجب على الجمهور ان يتّخذ من ذلك ساحة للعراك، والشجار، مما يكون نتيجته الفرقة والتشرذم، ونشر الكراهية والنفور.

مراعاة وتقدير نوعية المجتمع نفسه، والبيئة الحاضنة للأفراد، تُعتبر مهمة جداً، فلكل مجتمع تقاليده، وعاداته ، وأعرافه، والعُرف احياناً يلعب دوراً كبيراً في المسائل الشرعية والفقهية... ففي المجتمع الريفي ، والقبلي، هناك بعض الممارسات، لا يستطيع المنتمي للبيئة الحضرية ، أن يفهمها أو يستوعبها، والعكس صحيح أيضاً.

ففي المجتمع البدوي ، يُطلق على ( المشب) وهو ادوات اعداد القهوة ( ونسة الحسن عليه السلام)، لأنّ هذا المشب، وفنجان ، ودلّة القهوة ، لها قدسية خاصة عنده!!! ، والديوانية، والمضيف ، لا تكاد تخلو، في بيت البدوي من عدّة القهوة.

وعندما تزور العتبة العلوية الشريفة، تجد مصطلح ( مضيف امير المؤمنين عليه السلام) منتشراً، ويُطلق على مكان استقبال بعض الضيوف والزوار في الحضرة المباركة الشريفة.
وكذا مضيف الامام الحسن عليه السلام في المدينة المنورة.

اذن فما تستطيع ممارسته، وتعتبره من الشعائر، مقيّد بنوعية المجتمع، وعاداته وتقاليده، وما هو مقبول في هذا المجتمع، ربما يكون غير مستساغاً عند آخر، وهذا طبعاً بعد ان نتجاوز موضوع الرأي الشرعي والفقهي.

هناك مسألة( التحديث) ، والمواكبة لبعض التطورات، التي هي من سمات العصر، والإتيان بأساليب جديدة، الغرض منها شرح، وطرح قضية كربلاء ، بصورة تتناغم مع المفاهيم الجديدة، ومن ذلك مثلاً موضوع تبديل الرايات فوق قباب الأئمة الأطهار عليهم السلام، وما لذلك من رمزية ، لا تخدش في أصل الشعائر نفسها.

وهناك بعض الامور ( مسكوت) عنها من قِبل المراجع والفقهاء ، لأسباب مختلفة، لا يجب ان تكون حلبة صراع ونزاع، كما لا يجب أن ( نُقوّل) بعض الفقهاء ما لا يقولون، سواء عن دراية او بجهل.

ختاماً، لا يجب ان يكون نقاشنا مع المخالف لنا، هو نفسه، وبنفس الاسلوب والطريقة، مع من هو من نفس مذهبنا، فيما يتعلّق بموضوع الشعائر، فلكل مقام مقال.
والله من وراء القصد

دمتم




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=204909
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 07 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 07 / 14