إن الشهرة الواسعة التي حظيت بها مدينة كربلاء المقدسة، ليس كونها مدينة تزدهر عمراناً وفكراً وثقافة، حتى وإن عرفت بهذه الجوانب أو تصدرتها لحقبة من الزمن من تأريخها القديم أو المعاصر، لكن الشواهد العظيمة التي تمركزت فيها، وفق تخطيط إلهي عظيم مسبق من أجل أن تحمل هذه المدينة إرثاً عريقاً ولوحة أزلية تعلم الدنيا معنى الشهادة في الحق والوفاء والإباء والولاء المطلق لحكم الخالق جل وعلا.
فكل هذه السمات أضفت الهيبة والوقار بل والحضور الكبير في معظم الكتابات والموسوعات والأقوال والأفكار، وحتى التأملات التي جمعت حول منازل الأماكن وأهميتها، هذا بالإضافة الى الأحاديث العديدة، التي صدرت من قبل النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (سلام الله عليهم) بحق كربلاء.
فمزارات الأحبة فيها تعتبر موئلاً وملاذا آمنا للناس ودعواتهم، بل هي جسر الدعوات المجابة بشفاعة أئمة الخير والهدى فيها.
فكيف لك دعوة ترفع من جوار تشتهيه الملائكة، يقدم بقرب الشفيع المشفع السبط المنتجب سيد شباب أهل الجنة ابي عبد الله الحسين (صلوات الله وسلامه عليه).
وأنى لك بسؤال لا يقبل، وهو مقدم بين يدي الخالق الأعظم، ينبض بعبق الوفاء من قلعة الوفاء صاحب الجود ذي الجناحين، الذي يغبطه جميع الشهداء على منزلته في الجنة... قمر بني هاشم أبي الفضل العباس (سلام الله عليه).
فأين الإهتمام الحقيقي والفعلي على أرض الواقع بهذه البقعة المقدسة التي يفدها الملايين من كلِ حدب وصوب لإحياء المناسبات والزيارات المخصوصة؟ فمستوى الإعمار دون الطموح والكلام المعلن، وحتى المخصصات المالية الكبيرة التي تحظى بها المدينة إلا أن الناظر إليها لا يلاحظ أي تغيير، فالطرق والأحياء المتاخمة لمركز المدينة، بل وحتى مركز المدينة مازالت مهملة بشكل يلفت الإنتباء، ناهيك عن بقية الخدمات، الصحية والتعليمية، فينبغي جعلها بصورة تليق بأسم مدينة الحسين (سلام الله عليه).
|