• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التحايل بين البيع والربا .
                          • الكاتب : سامي جواد كاظم .

التحايل بين البيع والربا

 الحديث عن الربا اصبح حديث ممل لا يرتضيه الذين يمارسونه ولكن بطرق ملتوية وهنا لست بصدد الحديث عن الربا فقهيا فانه لا خبرة لي في ذلك لكن اتحدث عن اتحاد الاثار لهذه العملية القذرة ، ولانها تشبه البيع من وجهة نظر المرابي فان الله عز وجل حرمها واكد على قبحها واثارها وعقابها ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبوا ) ، لكن الله عز وجل اجابهم : ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبوا )
دعوني استشهد ببعض الامثلة ، يقول الفقهاء المسكر حرام وكل شيء فيه مسكر فهو حرام الخمر فيه مسكر فهو حرام ، وهذا المسكر الحرام لان له اثار سلبية على الانسان منها اخلاقية بحيث تجعله يتصرف بلا عقل ولا يتمالك نفسه وصحية لما فيها من تاثير على الكبد والاعصاب ، وهذا سبب الحرمة، فلو قال قائل يعني بقية انواع المشروبات ( ويسكي، شمبانيا ، وغيرها ) حلال لانها لم تذكر بالاسم ومسكرها مواد صناعية ليست طبيعية كما كانت الصناعة ايام الاسلام فهل هي حلال ؟ كلا لان اثر المسكر هو نفسه في المسكر الطبيعي .
اليهود كانت تحرم الصيد يوم السبت فبعث الله في هذا اليوم الحيتان والاسماك ، فقام اليهود بطريقة التفافية بان تحجز بالشباك وتبقى في البحر يوم السبت ويتم اصطيادها يوم الاحد ، فعاقبهم الله بان جعلهم قردة وخنازير ، السؤال لماذا ؟ انهم اصطادوها يوم الاحد والصيد يعني خروج السمكة من الماء ، واليهود لم يخرجوها يوم السبت بل الاحد ، هذا لانهم يريدون الالتفاف على حكم الله عز وجل فكان مصيرهم اسود .
ناتي الى حرمة الربا وانه ليس مثل البيع وذلك كما ذكر الشيخ عبد الله الغديري في كتابه علل الاحكام : البيع يكون كلا الطرفين متساويين بإزاء الربح والخسارة، فقد يربح كلاهما ، وقد يخسر كلاهما، ومرة يربح هذا ويخسر ذاك، ومرة يخسر هذا ويربح ذاك، بينما في المعاملة الربوية لا يتحمل المرابي أي خسارة، فكل الخسائر المحتملة يتحمل ثقلها الطرف الآخر، وكذلك ان البيع والشراء عامل مهم في النمو الاقتصادي ويكون لهم قدرة انتاج وانتعاش السوق بينما المرابي لا يصدر عنه أي انتاج خدمة للاقتصاد
والنتيجة فان الربا يخل بالتوازن الإقتصادي في المجتمع ويؤدي إلى تراكم الثروة لدى فئة قليلة لأن هذه الفئة هي وحدها التي تستفيد من الأرباح بينما لا يجني الآخرون سوى الخسائر والأضرار والضغوط .
الذي يستقرض بالربا سواء كان تاجر او صاحب معمل فانه سيقوم بالعمل مضاعفة او مضاعفة ارباحه لكي يحصل على ربحين ربح للمرابي وربح له والنتيجة تؤثر اما على صحته او على ارتفاع الاسعار في السوق فان ارتفعت تضرر الفقير وان لم ترتفع خسر التاجر .
قال لي احدهم انه مضطر للقرض الربوي لانه يريد ان يبني بيته فسالته ولماذا لا تدخر ؟ قال لا استطيع ، قلت له اذن كيف ستسدد الاقساط ؟ قال مجبور ، هذا الامر يؤدي الى قطع سبيل المعروف عند المرابي وسخط وكره المستقرض على المرابي الذي يحتفظ بتراكم امواله دون الخسارة .
وللشيخ حسن الجواهري كتاب جدا رائع عن الربا ( الربا فقهيا واقتصاديا ) الان دعوني اسال تجاريا وليس فقهيا ، عندما يقوم شخص ما بقرض او كما يقول بيع الدولار باعلى من قيمته بالاجل ، الم تتحقق ارباح طائلة له ولم يتعرض للخسارة ولا يعتبر عامل منتج في الاقتصاد كما هي اثار الربا ؟ شخص اخر يقوم ببيع ثلاجة مثلا بالاجل بسعر مليون النصف ، ويقوم هو نفسه بشرائها ممن اشتراها بالاجل بمليون دينار نقدا ، فالثلاجة عادت لمحله واصبح المليون مليون ونصف ، الم تتراكم الاموال عنده دون ان يتعرض للخسارة ؟ الم يجعل الهوة شاسعة  وواسعة بينه وبين الفقراء ؟
فقهيا الحنطة والشعير جنس واحد ، بينما سعر الشعير ضعف سعر الحنطة ، والذهب عيار (21) من جنس الذهب عيار (18) ولا يجوز اخذ الزيادة بالاستبدال يعني مثقال (21) امامه مثقال ( 18) . واما بقية المنتوجات التي اصبحت بنفس الجنس والمسمى ولكنها تختلف بالسعر . فكيف يكون التعامل بها ؟ 
والله العالم بالنوايا . والان في بلدي الكثير من هذه العمليات التي جعلت الاموال تتجمع عند طبقة على حساب طبقة اخرى .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=204831
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 06 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 06 / 30