تشد مواكب المثقفين شيبتها وشبابها رجالها ونسائها وأطفالها، رحالها في صباح كل جمعة صوب شارع المتنبي، ليضيفوا طاقة جديدة لحياتهم اليومية ؛ لأن يوم الجمعة له مكانةً خاصة لرواده من حاملي الدفتر والقلم ولعاشقي غذاء الروح الثقافي، راسمين في خيالهم خارطة وأجندة وبرنامج تجوالهم بين أروقة ثقافات هذا الشارع العتيق ، بين مكتباته المتنوعة أو معارضه الزاهية او منتدياته المتنوعة، أو مبانيه التراثية القديمة، أو حدائقه الجميلة حول ساعة القشلة التاريخية، أو مقاهيه المعطرة بالشاي المهيل من مقهى الشهبندر وغيرها ، أو مطاعمه الجميلة- كبة السراي وكص أم كلثوم- ليبحثوا عن طريق هذا اليوم المبارك في أزقة هذا الشارع الجميل، وليضعوا برنامجاً للتجوال ضمن هذه الأيقونة الجميلة التي لا تتجاوز الكيلو متر واحد، بشوارعها المزينة بالكتب والمجلات والنشرات والقرطاسية، وكل ما يخدم الطالب والمعلم والأستاذ والمثقف بمختلف علومه، ومطابعه الموزعة في طوابق بناياته، لتضيف رونقاً لثقافة هذا السوق بكل ما يستجد من علوم القانون والأدب والسياسة والفنون والترجمة والعلوم المختلفة، والكتب الدينية والروحية لمختلف أديان ومذاهب وطوائف البشرية .
أمانة بغداد لطفاً:
يزداد هذا التجمع والمهرجان الثقافي الأسبوعي، زخماً؛ لهذا الشارع الجميل يوماً بعد يوم، وجمعة بعد جمعةً، وهذا ما يتطلب من إيجاد منافذ أخرى للدخول لرواده خاصة من مناطق الكرخ - جسر الشهداء أو جسر باب المعظم- الأقرب الى السوق بسبب توفر وسائل النقل القريبة الواصلة اليه ، إذ؛ يتطلب انشاء جسر عبور جديد للمشاة حصراً، شبيهاً بالجسر الرابط بين الكاظمية والكريعات، بين ضفتي نهر دجلة بين كرخه ورصافته، ألا وهو ( جسر المتنبي) ، الذي نقترح أن يكون موقعه بين منطقة الكرخ مع ما يقابله من شارع المتنبي قرب ( تمثال أبي طيب المتنبي) في الضفة الثانية على نهر دجلة، لتزيده جمالاً ورونقاً لهذا المعلم الثقافي في بغدادنا الحبيبة، وتسهل حركة زوار هذا الشارع من جهة الكرخ الى شارع المتنبي عبر هذا الجسر ، على أن يكون تصميمه متميزاً وتراثياً، يعكس هذا النشاط، وممكن أن يكون تصميمه على شكل كتاب مفتوح ، صفحة للكرخ وصفحة للرصافة ، مستند بمجموعة من الأقلام المختلفة لتثبيته ، تنبع من النهر الى فضاءاته المتجهة للسماء، على يكون يتخلل ممري الجسر؛ في يساره ويمينه مجموعة من الأكشاك المكتبية والكافيات الصغيرة لتقديم المرطبات الساخنة والباردة على طول الجسر. أو ما يبدعه الفنان العراقي من تصميم آخر يناسب هذا الحدث .
أن هذا المقترح، يتطلب دراسته وإنجازه من أمانة بغداد ذات التاريخ المؤطر بالإنجازات المعمارية لبغداد، ليضاف الى مشاريعهم المتعددة في تطوير العاصمة بغداد.
يستكمل هذا المشروع، من جهة الكرخ، بإنشاء العديد من الوسائل الخدمية المساعدة من مآرب للسيارات، ومجموعة من المقاهي والكافيات والأكشاك الحديثة على شاطئ دجلة الجميل بعد إجراء بعض الاستملاكات للدور القديمة المتهالكة حتى مقام الخضر (ع) . وكذلك، تشييد بعض الحدائق الجميلة على طول ساحل نهر دجلة، ومرسى للزوارق لتمتع زوار الجسر في جولات سياحية وسط أمواج نهر دجلة، وليكون منتجعاً سياحياً لعوائل بغداد وضيوفها، وهكذا نكسب معلماً جديد يضاف لمعالم بغدادنا الأخرى، ونكاد نجزم أن أمانة بغداد، وأمينها المحترم، لا يبخلا في تنفيذ هذا الجسر السياحي الجديد ، ومن الله التوفيق .
|