مناظرة الفنان المصري الكبير المتوفي (احمد زكي ) الذي يعمل مدرس ثانوية من فيلم البيضة والحجر مع ضابط الشرطة ، الضابط يوجه سيل جارف من التهم  لأحمد زكي ، تهم عديدة من قبل مدرسين زملاء له في المدرسة هذه التهم هي تحريض الطلبة من خلال توعيتهم وتعريفهم بالقيم والمبادىء وأن يكونوا زاهدين ويضيف ضابط الشرطة الشكاوى المقدمة بحقك تهدد أمن الدولة وتعرض النظام والسلم الاهلي للخطر وتهدد النسيج الاجتماعي للمجتمع ، فيسأل ماهو قولك فيما منسوب اليك من تهم :

جوابه : يباشا أنا رجل صاحب مبدأ في الحياة وأعيش بكرامة ولا أسمح لنفسي العيش على الهامش أسعى جاهداً بإن اثقف الطلبة بمستوى يجعل منهم قادة أكفاء في المستقبل .

ضابط الشرطة : وقد أعترف امامنا بأنه صاحب مبدأ ولديه نشاطات متعددة تصب في الحاق الأذى بالبلد وزعزعزة أمن الدولة وستقرارها ،وعليه أنت محال للنيابة للتحقيق معك .

احمد زكي بعد هذه المناضرة القاسية تحول لشخص آخر سحق بقدميه على كل قيمه ومبادئه التي تربى عليها ونشأ ،وصار يبحث عن الماديات ويلهث وراء الغنائم والمغانم متخلياً عن ثوابته التي تجزأت وتشظت الى جزئيات عديدة واستبدل كل معتقداته التي يؤمن بها ، والأنكى من ذلك امتهن مهنة قراءة الكف والطالع والشعوذة وأنه يستطيع من خلال اسلوبه الذي يعلب به وهو (البيضة والحجر ) أن يقرب البعيد ،ويؤلف بين الزوجة وزوجها ، ويعين في مناصب مهمة وحساسة ، ويرتب الامور لبعض الشخصيات المهمة ، وأصبح ذكره على لسان الساحة وحديث الساعة في الاخبار المرئية والمسموعة والمقروءة ولقاءات متعددة مع نجوم العالم وسفره يكون بطائرة خاصة ،.

هذه ليست حالة وأنما ظاهرة نعيشها اليوم في ظل احتدام الصراع بين معسكرين هما الحق والباطل ، والفضائل والرذائل ، الخير والشر ، النزاهة والفساد ، النكرات والمعرفين ، الرجال وانصافهم ، البيئة الصالحة التي تخرج عقول علمية وانسانية يصنعون حياة كريمة ، وبيئة تعيسة ملبدة بالفوضى والاضطراب والخراب ليس ديها سوى نتاج منطق التفاهة والمستوى الهابط ، اللاعبين على سيرك احمد زكي شكلوا ثقافة وبدأوا يتحولون لواقع مجتمعي نصارعه بأدوات وجهود ذاتية بينما هم لديهم الماديات بأنواعها وامكانيات متاحة ومكرسة يسعون الى أن يشكلوا واجهة من خلال تاريخ مزور وخلط للحقائق ودسم السم بالعسل.