```في عالم باتت المفاهيم تصاغ في مراكز القوة لا في محاريب القيم يظهر مصطلح خطاب الكراهية كأحد أخطر الأدوات الناعمة التي أعادت تشكيل الثقافة والأخلاق والتشريع وفق مزاج أيديولوجي مهيمن وما بدأ كدعوة لمحاصرة العنف اللفظي تحول إلى شبكة قانونية تحاصر العقائد وتسكت الثوابت وتجرم الحق في الاختلاف
_______
اولا تفكيك مصطلح خطاب الكراهية
خطاب الكراهية هو أي شكل من أشكال التعبير الذي يروّج للعداء أو التمييز تجاه فرد أو جماعة بناء على صفاتهم أو هوياتهم لكن خطورته تكمن في ثلاث مشكلات رئيسية ضبابية التعريف إذ لا يوجد اتفاق قانوني دقيق يجعله أداة مطاطة في يد السلطة المعيار الأيديولوجي لأنه يقيس الكراهية وفق ميزان علماني غربي دون اعتبار للسياقات الدينية والثقافية المغالطة المعيارية إذ يعتبر نقد الانحرافات الأخلاقية كراهية بينما الطعن في الدين حرية تعبير .
ثانيا خطره على المفهوم الثقافي والديني
المصطلح استخدم لاختراق مفاهيم الهوية والانتماء وتم تشويه الخطاب الديني الأصيل فأصبح التعبير عن الموقف الشرعي تجاه الشذوذ والعري والإلحاد يدخل ضمن الكراهية كما فُرضت قيم غريبة بالقوة الناعمة تُدجّن الشعوب المسلمة على تقبل الانحراف باسم التسامح بينما التسامح الحقيقي يبدأ من احترام العقيدة لا سحقها كما يشكل تهديدا للأمن الثقافي عبر تفريغ المجتمعات من أدواتها الدفاعية ومنعها من تحصين أبنائها فكريا .
ثالثا تطبيقاته القانونية والأخلاقية
في بريطانيا تمت محاكمة خطباء تحدثوا عن الفواحش استنادا إلى النصوص القرآنية في فرنسا حظرت شعارات إسلامية ضمن المظاهرات بحجة التمييز في الأمم المتحدة روج لقرارات تساوي بين نقد الشذوذ ومعاداة الإنسان الأخطر أن هذا المفهوم أصبح مبدأ أخلاقيا يُعاد بناء التعليم والإعلام عليه وتم حظر منابر كاملة من الفضاء الرقمي بسبب ما اعتُبر خطاب كراهية .
رابعا الموقف القرآني من خطاب الكراهية
ينهى القرآن الكريم عن الظلم والعدوان والسب لكنه في ذات الوقت يأمر بفضح الباطل والتحذير من الضلال ويعد ذلك من صلب الدين أما مصطلح خطاب الكراهية كما يروج له اليوم فقد تحول إلى أداة لتجريم المعتقدات وسكوت العقيدة إذا تعارضت مع القيم الليبرالية الغربية.
خامسا خطورة التناقض
المفارقة أن هذا المصطلح يرفع شعار حرية التعبير لكنه يستخدم لقمع حرية المعتقد الإسلامي ومن هنا تسلل إلى المناهج الدراسية في الخليج تحت عناوين التسامح والعيش المشترك فتم حذف أو تخفيف عشرات الآيات التي تتحدث عن بني إسرائيل خصوصا في السعودية والإمارات استجابة لضغوط من منظمات مثل امباكت اس اي بدعم من جهات أممية بل وصل الأمر إلى دعوات صريحة من مسؤولين في الأمم المتحدة لمراجعة نصوص دينية قرآنية بحجة أنها تحرض وهي سابقة خطيرة تمس بنية الوحي .
سادسا لماذا وجب التصدي لهذا المفهوم وانتقائيته
القبول بهذا المفهوم بصيغته الغربية يؤدي إلى تجريم الخطاب الديني وإلغاء الحق في التعبير العقدي وتحييد الأمة عن الدفاع عن فطرتها كما أن الانتقائية التي يُستخدم بها المصطلح تكشف زيفه فهو لا يطبق عند الإساءة إلى الأنبياء والقرآن ويطبق بشدة على من يرفض الشذوذ أو يدافع عن حدود الله فالحرية إذا كانت مرهونة بمزاج اللجان الغربية فهي ليست حرية .
سابعا الموقف الحاسم
إن ما يجري اليوم ليس سوى حرب ناعمة معلنة يُراد بها إسكات صوت الدين وتجريم القرآن وتحييد الأمة عن ثوابتها تحت يافطة خطاب الكراهية هذا المصطلح الزائف الذي ترفعه المؤسسات الغربية كرمز للعدالة ليس إلا قيدا جديدا يفرض على المسلمين أن يخجلوا من دينهم أو يصمتوا عن حدود ربهم ومن هنا فإن المعركة ليست على الكلمات بل على الوجود ، الهوية ، والعقيدة الحق وإن التراجع أمام هذا التغوّل المفاهيمي يعني تسليم الوعي العربي والإسلامي ليُعاد تشكيله وفق مقاييس لا تؤمن إلا بالفراغ ولا تعترف إلا بالذوبان الواجب اليوم أن نصرخ لا أن نهمس أن نظهر لا أن نخجل أن نقول للغرب نحن أبناء الوحي ولسنا عبيدا لمفاهيمكم المعلبة إن دفاعنا عن الحق ليس خطاب كراهية بل هو قمة الرحمة وبصيرة الإيمان وقوة الانتماء .
|