الإمام
الإمام: مصدر من مشتقات (أمّ- بتشديد الميم) (يأمّ، إمامة، أماً، وإمام القوم، وبالقوم تقدمهم وكان لهم إماماً) فالإمام مصدر { أمّ يأمّ} كما إن الإمام مصدر مرادف له.
ويطلق الإمام على الذكر والأنثى، تقول العرب: عالمنا امرأة، وأميرنا امرأة، وفلانة وصي فلان، وفلانة وكيل فلان. وإنما ذكـِّر لأنه أنما يكون في الرجال أكثر مما يكون في النساء، فلما احتاجوا إليه في النساء، أجروه على الأكثر في موضعه.. يقول الفيومي في المصباح المنير: { ليس بخطأ أن تقول: وصية ووكيلة بالتأنيث، لأنها صفة المرأة ولذا لا يمتنع أن يُقال: امرأة إمام}.
وجمع الإمام: أئمة، والأصل أأممة- وزان أمثلة- وأدغمت الميم بالميم بعد نقل حركتها إلى الهمزة واسم الفاعل: مؤتم، واسم المفعول: مؤتم به، فالصلة فارقة. أي الهاء هي التي تفرّق بين اسم الفاعل واسم المفعول.
ذكر في لسان العرب عدة معان لكلمة إمام نذكر منها ما يتناسب وموضوعنا. فمنها:
1. الإمام: رئيس القوم.
2. الإمام: الذي يُقتدى به.
3. الإمام كل من ائتم به.
ومما مر نخلص إلى أن الإمام من يؤتمّ به في الصلاة وغيرها، ويُقتدى بقوله أو بفعله أو بكليهما. فهو منار الأمة، وطريقها الواضح، وعلمها المرفوع، وقمرها المنير في دياجي الظلم. والإمام بعد هذا وذاك، هو القائد والرئيس بل هو القطب الذي به تتحرك قوى الأمة، وتدار أمورها، فإن كان مستقيماً صالحاً مشت الأمة في طريق الصلاح، فاستتب الأمن، وعاش الناس في محبة ووئام. وإن كان الحاكم ظالماً جائراً في أحكامه، لا يشعر بما فيه الناس من تعاسة وضيق... يومها تتغير الأخلاق، وتحدث الفوضى، ويعم الاضطراب.
والإمام هو مرآة الأمة في خيرها وشرها، فمهما يكن تكن الأمة. ولننظر بعد هذا التمهيد إلى من تفرّد بهذا اللقب(لقب الإمام) دون من سواه، بحيث إذا أطلق تبادر الذهن إليه دون غيره!!
يقول (توفيق أبو علم) في كتابه (أهل البيت ص205): {الإمامة ضرورة من ضروريات الحياة، لا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال، فيها يقام معوج من نظام الدنيا والدين. وبها تتحقق العدالة الكبرى التي ينشدها الله في أرضه.. فهناك شروط لا بد أن تتوفر في الإمام كالعلم والعدالة والشجاعة والنجدة وأخيراً العصمة، وهي لطف من الله يفيضها على أكمل عباده، وبها يمتنع من ارتكاب الجرائم والموبقات عمداً وسهواً، وهذه الأوصاف لم تتوفر إلا في أئمة أهل البيت الأجلاء على طاعة الله ومرضاته... وبذلك اختص علي بن أبي طالب بين جميع الخلفاء الراشدين بلقب الإمام، وهذا اللقب إذا أطلق لا ينصرف إلى أحد غيره من بين جميع حكام المسلمين...!!؟
يقول العلامة الأستاذ عباس محمود العقاد: المصدر السابق ص/206:{الإمام بغير تعقيب ولا تذييل هو الإمام كلما وقع الاشتباه والالتباس، وجرى لقبه على الألسنة فعرفه به حتى الأطفال، وهو يسمعون أماديحه المنغومة في الطرقات بغير حاجة إلى نسبة أو تعريف؟.
|