من المؤسف حقا، أن يئن شعبنا النبيل، وعراقنا الثري، من تراكمات مأساوية، كان أكثرها إيلاما وحزناً، وجود ما يقارب 5 مليون من الايتام، أضف الى ذلك كم هائل من الارامل والثكالى، كل ذلك بسبب حروب عبثية، لا ناقة لنا فيها ولا جمل، منذ قرصنة البعث الغادر على دفة الحكم، وشعبنا ينزف دماءً طهورة، واستمر القتلة البعثيون بغيهم بعد زوال حكمهم الاسود، فعمليات التفخيخ والذبح على الهوية، وجرائم الابادة، لازالت مستمرة، لأن سلوك رجال الزيتوني لم يتغير، من استخدامهم (للمثارم) البشرية، وأحواض الاسيد، والثاليوم، وغاز الخردل، والاندركس، وجرائم حلبجة، وتجفيف الاهوار، وتدمير العتبات المقدسة بالصواريخ في انتفاضة 1991م....
تصوروا حاكما يستخدم ذلك مع شعبه، لإبادته كيف تكون النتائج ؟!! كل ذلك خلف هذا الكم المفجع من الابرياء والايتام، بعد أن قتل آباءهم وأمهاتهم، ويعيشون بلا معيل، وقسم آخر بلا مأوى وبلا تعليم.
وجاء الاحتلال لينقذنا من أوغاده الذي وصلوا السلطة بقطاره، كما قالها كل البعثيين في مذكراتهم، لكن زاد الطين بلة، باستخدام العنف المفرط، والقتل الوحشي، بواسطة الشركات الامنية التي لا ترعوي في استخدام السلاح، وانتهاك حقوق الانسان... كل الاعراف الدولية تحدد؛ إن الدول المحتلة، ينبغي حماية مواطنيها من القوة التي تحتل البلد، لكن الفوضى، والاستراتيجية (البراغماتية) تتجاوز الاعراف والتقنينات الحقوقية...
بعيدا عن التنظير، المشكلة تعد حساسة جدا. فالحل (بقرار نفطي لحل أزمة اليتامى) أي أن يسن قانون من البرلمان العراقي، تبلوره مؤسسات الدولة، ومنظمات المجتمع المدني، ويشارك في صياغته المرجعية الدينية، والمثقف العراقي، لضمان حقوق اليتيم التي كفلته الشريعة الاسلامية في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وما ورد عن آل البيت الاقداس عليهم السلام الذين اهتموا بالايتام، ورعايتهم، فالتشريع الاسلامي يقر بالاولوية لرعاية الايتام، كما ورد في العديد من النصوص المقدسة منها قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) الضحى /9، وعشرات النصوص الاخرى، وما ورد عن الحبيب المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وجمع بين السبابة والوسطى).
فالتكافل الاجتماعي مطلوب للوقوف الى جانب أهم القضايا الانسانية، وعلى السياسيين والبرلمانيين، تشريع قانون يحمي ويضمن ويكفل حقوق الايتام، والقرار النفطي ليس بصعب مستصعب، فالنفط وصل سعره الى 140 دولار للبرميل، والعراق وبحسب آخر المكتشفات لاحتياطيه يبلغ أكثر من الف مليار برميل، أضف الى ما يملك من سياحة دينية هائلة، وكنوز لا تعد ولا تحصى من كبريت، وغاز طبيعي ونخيل وثروات حيوانية...
فالاستثمار الامثل للثروات، كفيل بأن ينعش الانسان العراقي برفاهية لا تكاد تقل عن أي دولة متحضرة، بعيدا عن بيوت الصفيح، والطين، والتلوث البيئي، والزحف الكثباني بعد التصحر. فالطفل العراقي واليتيم بحاجة الى انشاء المدارس الحديثة، والمتنزهات، والحدائق الغنـّاء، ولعب الاطفال، وتمويل الميسورين لها، لتنشئة اليتيم ورعايته، إنها دعوة بحاجة الى أذن صاغية......
|