قسم من الله تعالى بالسماء ووصفها بأنها ذات بروج، ومعنى البروج هو المنازل العالية، والمراد منازل الشمس والقمر، في قول المفسرين، وقبل ذلك كله قوله: "ولو كنتم في بروج مشيدة" أي في منازل عالية.
يرى الشيخ الطوسي أن السماء اثنا عشر برجاً يسير القمر في كل برج يومين وثلثا، فلذلك هناك ثمانية وعشرون منزلاً، ثم يستتر ليلتين ومسير الشمس في برج منها شهر. وقيل البروج النجوم التي هي منازل الشمس والقمر.
وجاء في كتاب التفسير الأمثل للعلامة السيد مكارم الشيرازي، أن البروج هي القصور، وقبل هي الشيء الظاهر، وتسمية القصور والأبنية العالية بالبروج لظهورها ووضوحها، وقيل هي المحلات الخاصة من السور المحيط بالبلد، والتي يجتمع فيها الحراس والجنود (البروج)، ويقال للمرأة التي تظهر زينتها (تبرجت).
والأبراج السماوية إما ان يكون المراد منها النجوم الزاهرة والكواكب المميزة في السماء، أو المجموعات من النجوم تتخذ مع بعضها شكل شيء معروف في الأرض، وتسمى (الصور الفلكية)، وهي اثنا عشر برجاً، وفي كل شهر تحاذي الشمس أحد هذه البروج، وطبيعي أن الشمس لا تتحرك تلك الحركة، وإنما الأرض تدور حول الشمس بالنسبة الى الأبراج.
والأبراج اثنا عشر برجاً: (الثور، الجوزاء، السرطان، الدلو، الحوت، الميزان.. الخ) والقسم بهذه البروج يشير الى عظمة أمرها، حيث لم تكن معلومة عند العرب الجاهلية وقت نزول الآية، بينما أصبحت معلومة تماماً، والمراد فيها النجوم المتلألئة في القبة السماوية، وفيما روي عن النبي (ص) حين سألوه عن تفسير الآية قال الكواكب.
|