مللنا نظرية التفاضل في الفكر العربي والثقافة المؤسسة على افضلية هذا القول أو ذاك حتى صار عندنا أمدح بيت شعر قالته العرب وافضل قول وحكمة دونها التراث العرب ، او اهجى قصيدة شعر تريد ان تصل الى جوهر المعنى انطلاقا من ايماننا بدور الثقافة والفكر ، نريد ان نبحث في قيم التأثير ودورها الإنساني ومفهوم التغيير من اجل تبصير العالم بمكوناتنا الثقافية الموروثة والمعاصرة ، ربما سيشكل هذا البحث خطورة تظهر في مراجعة بعض فصول التأريخ ، لكونه كان يكتب باليد الحاكمة ، لذلك ترك الكثير من الفكر الإيجابي الحكيم ، علينا استنهاض هذاالفكر الذي كان منفيا من التدوين ، كان محضورا لقرون سلطوية جائرة ، رغم ان الفكر المعفي من التدوين كان فاعلا مؤثرا واستطاع ان يعمل بيقين في سبيل بث القيم المؤمنة الواعية الرشيدة ، وكان السلطويون يدركون هذا الأثر ويحسبون حسابهم له ، والبعض منهم حاول مسايرة أهل الحمة لكسب الرضى العام ، الذي كان يميل لصالحهم ولأنهم يريدون الفرقة والتشرذم ، كان سعي أهل الحكمة الى التصابر وبث روح الوعي والعمل على بث الوعي والايمان فهم يدركون مكانتهم في المجتمع ولا يسعون الى عرش وسلطة وربما كلمة منهم غيرت مجاري الحوادث ، ان الفكريستمد قوته من ذاته وتبقى مكانة الفكر الملهم الاجتماعية وعاملا على حفظ تلك المنزلة الرفيعة ، وكان يدرك مدى خشية الجهلاء منه ، جاء في الموروث ان قريش كانت تنهي شعراءها وحكماءها من الاستماع لأقوال النبي (ص) خوف التأثر بها ، وكتب الشاعر ـ هودة بن علي الى النبي (ص) ( ما أحسن ما تدعو اليه واجمله ـ وانا شاعر قومي وخطيبهم ، والعرب تهاب مكانتي ، فاجعل لي بعض الأمور اتبعك ) وزاد التحضر من أهمية الثقافة القادرة على بناء مكانة متميزة في العالم بواسطة الانفتاح الفضائي والالكتروني مع ان السياسة شغلت الثقافة والفكر ان تتسيد مناحي الحياة العربية ، بينما نفوذ الثقافة هو نفوذ اجتماعي وفكري ويستطيع ان يقود السياسة ـ اذا كان السعي السياسي يدعم اركان الحياة السليمة الكثير من المثقفين أتخذوا موقع الصدارة ولم يقدموا الا بهرجة ثقافية وجوهر خائن فضل الاحتلال الأجنبي على نهضات الشعب ، تقوده عنجهية طائفية وبالمقابل هناك مجموعة من المثقفين الوطنين ،أدوا خدمات جليلة واتخذوا المواقف الإيجابية في منجزاتهم الإبداعية لكنهم بقوا مغمورين لم ينالهم أي قسط من الاعلام الجماهيري ، يمكن ان نقول هناك ثقافة كراسي وهؤلاء لديهم ثقافة شعب ، الملاحظ ان غياب مضامين الثقافة الحقيقية في قنوات الاتصال الجماهيري وخاصة ما يتعلق في أمور أئمة أهل البيت عليهم السلام ـ عقدة كل سلطة،لكونها تحمل ثقافة شعب، الملاحظ ان غياب مضامين الثقافة الحقيقية من قنوات الاتصال الجماهيري وخاصة ما يتعلق في أمور أئمة اهل البيت عليهم السلام ، عقدة كل سلطة ، لكونها تحمل ثقافة الإسلام ، والمعروف ان هذه الثقافة تنوعت مفاهيمها ومن الممكن دراستها تاريخيا واجتماعيا وثقافيا والبحث في انعكاساتها الثقافية ، وهي بعيدة عن المعروض في زمانها حيث كان الفكر المعصوم بعيدا عن العصبية القبلية وابتعد حتى عن التحريض السياسي المشبع بافكار سياسية كالسلطة والحكم والعروش ، وانما تناولها بمناحي فكرية تفسر مواقف الإسلام الإنسانية ، انا اتحدث عن الكد الثقافي الموروث الذي لم تدنسه الطيرة والاوهام ولا القيم الهزيلة كالطمع والجشع واحتقار المهن العمالية الكادحة ، ذلك الكد الإيجابي الذي آزر حركة الفكر حركة الفكر المؤمن ليهذب قاعدة مؤمنة لاتغريها مطامع المال ، والبحث عن المناحي التربوية التي أولدت تلك الخصال الحميدة التي ناصرت الائمة في مشروعهم الثقافي الإنساني ، وهذا يأخذنا نحو كيف كانت نظرة الائمة عليهم السلام ، لأولئك الاحرار الثقافة غير التحصيل العلمي وانما هو السلوك العملي وقال الامام الصادق (ع) ( العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لاتزيده سرعة السير الا بعدا ، والامام الكاظم (ع) يقول ( ان ضوء الروح العقل ) على كل مثقف ان يبعد أهوائه الشخصية ومطامعه الخاصة ،على الثقافة الحقيقية ان يفي معنى السلوك الرشيد ، قال الامام علي (ع) من علم عمل ، وهذا يعني ان العمل المتواصل وخدمة الامة ، تفتح افاقا ثقافية جديدة ومعارف كريمة ـ يقال ان في الحروب الصليبية عالم اكتشف سلاح محرق أزال عقبات الجهد الصليبي وكان السبب الرئيسي للنصر لكنه رفض استلام أي تكريم ولم يحتفظ التاريخ باسمه ، فائمة اهل البيت عليهم السلام حملوا مشعل العلم والثقافة واسسوا معالم الحياة الفكرية وعملوا في بث الوعي العلمي قربة لوجه الله ولاستنهاض قيم الخير في العالم اجمع
|