ماجستير- مناهج وطرائق تدريس
مفهوم اللعب: توجد مجموعة من التعريفات للعب، تتعدد في الصياغة والمفهوم، وترتبط فيما بينها بخيط مشترك من الصفات، وهذه الصفات هي: الحركة والنشاط والواقعية والمتعة. ومن تعاريف اللعب: {نشاط حر موجه، أو نشاط غير موجه، يمارسه الأطفال لغاية التسلية والمتعة، ويستثمره الكبار عادة، ليسهم في إنماء شخصية الأطفال، بأبعادها المختلفة: العقلية والجسدية والانفعالية والاجتماعية.
عملية تمثل الفرد للمعلومات، حيث يتم تمويل المعلومات الواردة، لتناسب حاجات الفرد، ويعتبر اللعب والمحاكاة والتقليد جزءا لا يتجزأ من عملية النمو العقلي والذكاء لدى الفرد.
نشاط يمارس من أجل المتعة التي يقدمها ذلك النشاط، بغض النظر عن ناتج أو حصيلة ذلك النشاط، وهو نشاط تلقائي طوعي، ولا يفرض من مؤثر خارجي لدى الفرد.
نشاط حر موجه أو غير موجه، يكون على شكل أو سلسلة من الحركات، يمارس فردياً أو جماعياً، ويتم فيه استغلال لطاقة الجسم الذهنية والطاقة الجسمية أيضاً، ويمتاز بالخفة والسرعة في التعامل مع الأشياء، ولا يتعب صاحبه، وبه يتمثل الفرد المعلومات التي تصبح جزءا لا يتجزأ من البنية المعرفية للفرد، ولا يهدف إلا إلى الاستمتاع وقد يؤدي وظيفة التعلم.
أهداف اللعب وفوائده:
يرتبط اللعب ارتباطاً تاماً بجميع مجالات النمو في الشخصية الإنسانية صغاراً وكباراً، فاللعب أمر مهم وضروري وخاصة بالنسبة للأطفال. وعلى العموم يمكن القول بأن اللعب يعتبر العمل الرئيسي في حياة الطفل. وقد بينت الكثير من الدراسات التربوية؛ أن للعب أهدافا وفوائد كثيرة منها:
• شعور الفرد بالمتعة والبهجة والسرور.
• تقوية وتمرين الجسم وتدريبه على ممارسة الأنماط السلوكية الجسمية المختلفة.
• يتعلم الفرد التعاون واحترام حقوق الآخرين، والمطالبة باحترام حقوقه (أي الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية).
• إثارة دافعية الفرد للعمل، واستعداده للتعلم، من خلال نمو الذاكرة والتفكر والتخيل والإدراك.
• تقوية ارتباط الفرد وانتمائه إلى الجماعة، واحترامه مجموعة القوانين والقواعد والأنظمة والتعلميات التي تحكم ممارسته للعب في إطار الجماعة.
• يكتسب الثقة بالنفس، ويعمل على تنميتها، ويحاول اكتشاف قدراته واستعداداته، ويعمل على إختبارها وتقديمها.
• تنمية شخصية الفرد في المجالات والنواحي المختلفة الجسمية والنفسية والاجتماعية والعقلية المعرفية.
• تنمية مفهوم الذات لدى الفرد، ورفع مستوى قبوله لدى الآخرين وتقبل الآخرين له.
• إعداد الفرد كما سيكون في حياته المستقبلية.
• تعزيز مفهوم الذات لدى الفرد من خلال سيطرته على اعضاء جسمه والبيئة المحيطة به.
• الإسهام في إكساب الفرد الأنماط السلوكية المناسبة، والمهارات الاجتماعية المقبولة اجتماعياً.
• يسهم اللعب بقسط كبير في التدريب الخلقي للطفل، فإن جماعة اللعب تستطيع أن تعزز المعايير الخلقية وتجعلها قوية ومتماسكة.
• تنفيس الانفعالات المكبوتة لدى الفرد وتخليصه من الآثار المترتبة على خبرات الطفولة المبكرة المؤلمة.
• إشباع حاجات الفرد النفسية والاجتماعية والجسمية والعقلية والمعرفية، بممارسات مقبولة اجتماعياً من خلال ممارسة اللعب.
• يزود اللعب الفرد بالفرصة، لأن يكون مبدعاً فمن خلاله يستطيع أن يجرّب ويختبر أفكاره.
مشروعية اللعب في الإسلام:
ورد مفهوم اللعب في القرآن الكريم، والسنة والنبوية الشريفة، من خلال تصرفات اللعب المرتبطة بمعانيه ومنها: السخرية والإستهزاء الصادر عن المكذبين لعقيدة التوحيد.. كما جاء بمعنى التلهي في سلوك الكافرين والإنشغال بأمور الدنيا عن اتباع الهدى. وهو تعبير عن الفراغ الروحي الذي يصاحب الإنشغال بالدنيا عن الآخرة.. كما جاء اللعب في القرآن الكريم بمعنى الاستمتاع والتسلية على لسان إخوة يوسف لأبيهم بقوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} سورة يوسف: (12) وهذا إقرار باللعب في حياة الفرد، كما إن اللعب أنواع وحالات كثيرة مختلفة، كقوله تعالى: {قَالُواْ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ، وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ، وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ} سورة يوسف: (17) وهذا إقرار بأن اللعب للصغار والكبار.. وكان الرسول الأعظم (ص) يطلب من المسلمين أن يتعلموا الرمي حيث قال (ص):{عليكم بالرمي فإنه من خير لهوكم}.
وإن الرسول (ص) يؤكد على أهمية اللعب للأطفال حيث قال:{لاعبوا أولادكم لسبع وعلموهم لسبع، وصاحبوهم لسبع}.
وكان هذا واضحا من معاملة النبي (ص) للحسن والحسين (ع) فكان يلاعبهم ويداعبهم. وقد روي أن الرسول (ص) كان يصلي وبجنبه الحسن والحسين عليهم السلام، فعندما سجد ركب الحسنان على ظهره، فأطال السجود من أجلهما.
وكان النبي يحث المسلمين بالعناية بأطفالهم، ويلاعبوهم وينزلوا إلى مستواهم حيث يقول:{من كان عنده صبي فليتصاب معه}. وقد قرر العلماء المسلمون مجموعة من الشروط التي يتوجب أن تتوفر عند ممارسة اللعب، هي الانضباط الشرعي، والالتزام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والالتزام بتربية وتكوين الإنسان الصالح، والتكامل والتوازن والمردود الإيجابي.
|