• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شرق أوسط مختلف.. نتنياهو يهدد والمنطقة تدفع الثمن. بين اوهام الاحتلال وصمود الشعوب: المنطقه علئ شفير الهاويه .
                          • الكاتب : فريدة الحسني .

شرق أوسط مختلف.. نتنياهو يهدد والمنطقة تدفع الثمن. بين اوهام الاحتلال وصمود الشعوب: المنطقه علئ شفير الهاويه

 حين يخرج رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ليصرح قائلاً: سنرى شرق أوسط مختلفاً لم نره من قبل، فإن هذه الكلمات لا تعتبر مجرد جملة عابرة في خطاب سياسي، بل تحمل في طياتها مؤشرات خطيرة على ما قد تقبل عليه المنطقة من تغيرات وما ينتظر شعوبها من ويلات

ماذا يقصد نتنياهو؟
حين يتحدث نتنياهو عن شرق أوسط مختلف، فان في طيات كلامه عدة معان:
  شرق أوسط تمزقه الحروب : فهو يلوح بتصعيد عسكري غير مسبوق، وربما توسيع رقعة الحرب لتشمل دولاً أخرى، وادخال المنطقة في فوضى لا تبقي ولا تذر.
 - شرق أوسط يعاد تشكيله: قد يقصد شرقاً أوسط ترسم فيه خرائط جديدة ، تفرض فيه وقائع جديدة بالدم والسلاح، ويعاد فيه ترتيب موازين القوى بما يخدم اسرائيل وحلفاءها.
- شرق أوسط تغيب عنه المقاومة: ربما يطمح نتنياهو لشرق أوسط تقمع فيه حركات المقاومة وتحاصر فيه الشعوب الرافضة للهيمنة والاحتلال ويفرض فيه سلام قسري على حساب الحقوق والقيم.
ماذا سيحصل للشعوب؟
مثل هذه التصريحات ليست سوى ناقوس خطر لشعوب المنطقة لان النتيجة الطبيعية لاي حرب ضروس أو مشروع لاعادة تشكيل المنطقة ستكون مزيداً من الدمار والدماء، ستدمر المدن والبنى التحتية ، وستراق دماء الأبرياء في كل مكان وتشرد الملايين ، ستتضاعف أعداد اللاجئين والنازحين وستفقد أسر بأكملها المأوى والأمان. سيتضرر الاقتصاد في معظم دول الشرق الأوسط ، سترتفع الأسعار وتنتشر المجاعة في مناطق الحرب وتنهار عملات الدول المنهكة.
 واخرها هوتفتيت المجتمعات ستتعمق الانقسامات الطائفية والعرقية والمذهبية لتضعف شعوب المنطقة وتجعلها لقمة سائغة في يد قوى الخارج.
بين الطموح الصهيوني وصمود الشعوب
نتنياهو يريد شرقاً أوسط لا يقوى فيه أحد على رفض الاحتلال أو مقاومته. لكنه يتناسى أن الشعوب وإن ضعفت لا تموت وأن التاريخ مليء بشواهد صمودها في وجه الغزاة والمحتلين.
اليوم، المطلوب من الشعوب وقواها الحية أن تدرك حجم الخطر المحدق وأن ترفض تحويل المنطقة الى ساحة حرب مفتوحة يقرر مصيرها العدو. كما أن على المجتمع الدولي –إن بقي فيه ضمير– أن يوقف هذا الجنون قبل أن تتحول المنطقة إلى رماد.
في الختام
إن الشرق الأوسط المختلف الذي يتوعد به نتنياهو ليس سوى مشروع لإعادة إنتاج الحروب والفوضى، شرق تنعدم فيه العدالة، ويقتل فيه الأمل، وتهدم فيه الأحلام.هو شرق يراد له أن يكون مرتعا للدمار وساحة مفتوحة للمؤامرات، شرق تتحكم فيه قوى الاحتلال والاستبداد، وتدفن فيه القيم والمبادئ التي قامت عليها حضارات هذه المنطقة منذ آلاف السنين.
اليوم، لم يعد أمام شعوب الشرق الأوسط خيار إلا التمسك بوحدتها، وتعزيز وعيها، ومواجهة مشاريع الفوضى والتمزيق بشجاعة  ومسؤليه. المطلوب ان ترتفع الأصوات الحرة وان تتحرك القوئ الوطنيه الحيه لتقول لهذا المشروع . كفئ . وآن للمجتمع الدولي أن يتوقف عن الصمت، لأن صمته شراكة في الجريمة.
 ان الشرق الأوسط الذي يطمح اليه الأحرار هو شرق تسوده العداله ويزدهر فيه السلام وتصان فيه الكرامه شرق ينعم فيه الإنسان بحقه في الحياة الكريمة، لا شرق يقرره منطق القوة والسلاح..
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=204393
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 06 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 06 / 20