لقد أرعد أرعن البيت الاسود وأزبد، وملأ الدنيا زعيقاً ونعيقاً وصخباً ومن خلفه الماكنة الإعلامية الصهيوأمريكية من أنه سيضرب إيران وعلى الجميع الخروج من طهران فوراً.
تُرى ... هل يستطيع حقاً أن يُنفذ تهديده هذا، والإقدام على هكذا خطوة من شأنها تهديد الأمن والسلم العالميين ؟
وفق رؤيتي الشخصية وانطباعي وقرائتي لسلوكيات الرجل وحالة التخبط العشوائي التي تكتنف قراراته الارتجالية ومزاجيته وتقلباته الحادة، فأنا أجزم أنه لن يفعل ذلك.
لماذا وما السبب ؟
ترامبٌ هذا رجل مرابي، وليس بذو عقلية وخلفية عسكرية متزمتة،
تاجر يضع نصب عينيه في كل خطواته احتمالات الربح والخسارة، ناهيك عن ارتجالية قراراته الخطرة بمناسبة وأُخرى، والتي سببت له المشاكل، أي أن سايكولوجية الرجل تخضع للانفعال اللحظي والأني الغير مدروس، مما يجبره على التراجع عن قراره بعد فترة قصيرة،
فلا صواريخ في برمجة عقل الرجل مقارنة بالارقام والحسابات.
ولذا فهو ليس بذلك بالغبي كي ينفذ تهديده.
وذلك للاسباب التالية.
أولا- أمريكا اليوم لها سطوة الوجود الفعلي والكلمة الاولى والقرار الأوحد في الشرق الاوسط برمته.
فالحكام والملوك والامراء العرب ماهم إلا عملاء وخدم عنده ورهن اشارته، ولاهم لهم سوى كسب ودهِ ورضاه.
ثانيا- المياه الدافئة وكل منابع النفط في المنطقة عدى إيران تحت يده، متى ماشاء تصرف وقرر مصيرها حسب مزاجه.
ثالثا- ترامب يعتبر منطقة الشرق الاوسط منطقة نفوذ أمريكي بامتياز ، هذا النفوذ يمنح امريكا القوة والسطوة والسيطرة، وهي لاتسمح لمنافسيها كالصين وروسيا الحصول على موطىء قدم هناك.
فهل ياترى أمريكا مستعدة ان تُضحي وتُقامر بكل تلك المكتسبات من نفوذ وسطوة وحضور وهيبة كي تضرب إيران من أجل الكيان ؟
لاشك أن من الغباء الاستراتيجي فعل ذلك والمقامرة بكل شيء ، ناهيك عن ان الاخيرة تستخدم إيران كفزاعة تخيف بها أبقار الخليج الحلوب كي يستمر حلب ترليونات الدولارات منها.
هذا من الجانب الاقتصادي
أما الجانب الثاني والاخطر
على امريكا
فيكمن فيما يلي.
أولا- إن أقدم ترامب ونفذ تهديده
فإن كل قواعده في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا وغرب أسيا بما في ذلك قاعدته الاستراتيجية الاهم دييغو غارسيا والتي تقع وسط المحيط الهندي ستتحول إلى ركام ( خردة ) بفعل الصواريخ البالستية والدقيقة التي تمتلكها إيران والتي رأى العالم النزر اليسير من قوتها في الحرب على الكيان المنهار اليوم.
ثانيا- هنالك أكثر من خمسين الف عسكري أمريكي في تلك القواعد والمنطقة سيتحولون إلى قطعة من اللحم تحت أنياب الحرس الثوري.
ثالثا- ستقوم ايران بإغلاق مضيق هرمز، وهي كارثة الكوارث على أوربا والاقتصاد العالمي ومصادر الطاقة، بل سيكون ذلك أقسى وأدهى واعظم مما أحدثه فايروس كورونا وكذلك مافعلته وتفعله الحرب الروسية الاوكرانية.
ذلك المضيق الذي يزود العالم بما نسبته ٢٠ بالمئة من النفط ، ناهيك عن الغاز القطري النقي السائل الذي تحمله السفن والناقلات البحرية التي تمر عبره،
أما بالنسبة لسعر برميل النفط فسيصل إلى ارقام جنونية وهذا ما ستستقتل أوربا من أجل عدم حصوله.
رابعا- هل سيسمح العالم لترامب باستخدام السلاح النووي حقاً ؟
طيب وماذا عن حلفاء ايران؟
روسيا والصين وكوريا الشمالية وباكستان وبقية دول امريكا اللاتينية، ناهيك عن المحور الجهادي في المنطقة ؟
فجميع هذه الدول تعلم علم اليقين أن حائط الصد بالنسبة لهم اليوم هي إيران ، وإن حدث شيء لاسامح الله لها فإن جميعهم سيكونون في دائرة الخطر والاستهداف تباعاً.
بل والاهم من كل ذلك
فهل سيبقى للكيان المنهار وجود وحياة إذا ما يتم استهداف مفاعل ديمونا بصورة مباشرة من قبل إيران ؟
وفق كل هذه المعطيات فأنا شخصياً استبعد فكرة أن ينفذ هذا الارعن تهديده بضرب الجمهورية،وسيقوم كالعادة بالتنصل من هذا التهديد بحج وادعاءات واهية قد تعودناها منه ، وإن ماصدر منه يدخل ضمن سياق الحرب النفسية لا أكثر.
وأخيراً أقول إن قرائتي هذه تبقى تدور في فلك التحليلات والدراسات والرؤى
و إن حدث شيء لاسامح الله فأقول
أن لله أمر هو بالغه.
فالاستكبار العالمي يمكر والله يسمع ويرى، ولن يحيق المكر السيء إلا بأهله.
اللهم أيد وسدد حُماة دينك وتوحيدك في الدولة الممهدة
لظهور وليك الذي سيقيم دولة عدلك ويرسي حاكميتك في الارض.
وأختم بقول يقين فأقول
نحن موعودون بالنصر
وسننتصر حتماً
باذن الله وقوته.
يرونك سيدي ياوعد الله بعيداً
ونراك قريبا.
اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر.
|