القراءة غذاء العقل والمفتاح السحري نحو آفاق أوسع،ولذلك حاورنا بعض الأمهات في مسألة تعويد أطفالهن على المطالعة والقراءة لنرى هل في أمهاتنا من هي مازالت متمسكة في هذا العالم الكبير الكتاب؟
فالتقينا بالسيد ة (أم علي) فقالت: كنت منذ طفولتهم أحفزهم على القراءة، فلا ينام الطفل إلا بعد أن أجلس قربه في السرير وأقرأ له قصة وأحكي له حكاية، ونمت هذه العادة حتى الكبر.
:ـ فكيف تقرأ الأم قصة لطفلها؟
الدكتورة سميرة عبد الوهاب: أولاً: أختار القصة تبعاً للمرحلة العمرية للطفل. ثانياً: أقرأ له الكلمات بشكل واضح وأنا أشير عليها لتغرس في ذهنه ثالثاً: عندما أسرد الأحداث أكون متفاعلة ومنفعلة وأجسّد الأصوات والمشاعر بشكل جذاب وحيوي ومتحمس لأجذب الطفل.
رابعاً: أن تكون فترة قراءة القصة من دقيقتين إلى ثلاثة دقائق حتى لا يملّ الطفل خامساً: أختار الوقت المناسب للقراءة.
أما الأستاذة ((أم محمد) معلمة قديرة:
إن أول شيء ينبغي أن تحرص عليه المعلمة أن تكون لطيفة ومحبوبة لتلميذاتها ومتحمسة لعملها ومجدة لأساليبها التعليمية، فعندما يتقن التلميذ اللغة العربية بشكل جيد نكون في هذه الحالة وجهناه التوجيه الصحيح، وفي المرحلة الابتدائية والتي تعتبر أساس العملية التعليمية نحتاج إلى مهارة وقدرة على ابتكار طرق لغرس الأحرف والكلمات في ذهن الطفل؟ وأحاول أن أشكّل الكلمات بشكل دقيق وواضح ومفهوم، فتارة أقرأ لهم من الجهاز أو اللوحة، وتارة من الكتاب، وأي وسيلة من شأنها أن تدخل المعلومة إلى ذهن الطفل بشكل صحيح وثابت.
:ـ لماذا ألغيت حصة المكتبة من مدارسنا؟
الأستاذة:ـ كانت ملغية منذ سنوات، لكننا عدنا مرة أخرى لنطالب بعودتها من جديد وسيتم ذلك بعون الله تعالى.
والتقيت بالسيدة أم جاسم موجهة مكتبات لنسألها: هل الكمبيوتر سبب في عزوفنا عن القراءة؟
السيدة أم جاسم: إن الأطفال بطبيعتهم يحبون المكتبة، لكنهم يكرهون القيود والانضباط، يرغبون ممارسة حريتهم في البحث. وتستطرد بشيءٍ من الطرافة: الأبناء يقلدون الأم في كل سكنة وحركة خصوصاً الفتيات منهم.
التقينا السيدة أم حسين فقالت:
القراءة موهبة في الإنسان، لكنها صارت تتصادم مع إيقاع حياتنا السريع وتعدد مشاغلنا وظهور عوامل جذب أخرى للأبناء أكثر إثارة ومتعة.
أما أم عبد الرحمن فأجابت:
اهتمام الأجيال الصغيرة بمطالب الحياة المادية والمستلزمات الترفيهية إلى جانب عدم حرص الأسرة على توفير المناخ المشجع للقراءة، وتتحمل وزارة التربية جزءاً من المسؤولية، حيث تضخم المنهج الدراسي وخلوه من عناصر التشويق للقراءة الحرة هو أحد الأسباب الرئيسية للعزوف عن القراءة وأوضحت أن المنهج الدراسي المكثف والطويل، إلى جانب عدم تركيز برامج الأنشطة المدرسية على نشاط القراءة الفعّالة وافتقار المكتبة المدرسية للبيئة الجاذبة أدى الى ظاهرة العزوف عن القراءة والتي لها مخاطر وآثار سلبية قادرة على إضعاف القدرات العلمية والفكرية والثقافية للأجيال.
أما السيدة (أم تحسين): فهي ترى إن الإعلام له دور بارز في عزوف الأبناء عن القراءة، فالتلفزيون ذلك الجهاز الحيوي يستهلك الطاقة الذهنية للطفل من خلال عرض أفلام الكارتون لساعات طويلة فيظل الطفل مشدوداً إلى هذه الأفلام التي تحوي مضامين سامة ومدمرة في الغالب، فالإدمان هنا يقلل من نسبة ذكائه ويشلّ من طاقته ويسبب له خمولا جسديا وخواء روحيا.
|