حيدر: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع):
أنا الذي سمتني أمي حيدرة ضرغام آجام وليث قسورة
يخبرنا أمير المؤمنين (ع) بأن أمه هي التي سمته (حيدر) ومعناه: الأسد. حيث أن للأسد خمسمائة أسم، ومنها: حيدر. هكذا ذكر الدميري في كتابه: (حياة الحيوان الكبرى، حرف الهمزة) نقلاً عن {ابن خالويه} قال: وزاد عليه- أي على ابن خالويه- علي بن قاسم بن جعفر اللغوي، مائة وثلاثين اسماً، فمن أشهرها: {أسامة، حيدرة، السبع، الضرغام، الليث، القسورة} وبناءً على ذك يكون حيدر اسم منقول، نقل من الأسد وسمي به الإمام علي (ع) وهو اسم مصروف ينون في جميع سياقاته الجملية.
وقد صرّح به علي (ع) يوم (خيبر)، حينما برز إليه بطل اليهود (مرحب) وهو يقول:
أنا الذي سمتني أمي مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
فأجابه علي بجنان ثابت:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة ضرغام آجام وليث قسورة
إن الأجَمَ بالتحريك: هي الشجر الملتف، وهي مأوى الأسد وجمعها: أجم مثل قصب وقصب وجمع الجمع.. آجام. والليث والقسورة من أسماء الأسد
إن يوم خيبر مشهور في التاريخ ذكره المؤرخون وأصحاب السير ومنهم ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص28، حيث قال: قال رسول الله (ص) يوم خيبر: (لأعطين الراية غداً لرجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه) فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (ص) وأعطى الراية علياً... فتقدم علي (ع) فقتل مرحبا، فهرب اليهود إلى حصنهم، وأغلقوه عليهم، فاتقد علي عليه السلام وقلع باب الحصن ورماه خلفه أربعين ذراعاً وإلى ذلك يشير ابن أبي الحديد في قصيدته التي منها:
يا قالع الباب التي عن هزها عجزت أكف الأربعون وأربع
ولم أر شاعراً صور معركة خيبر كما صورها الشاعر محمد كاظم الأزري (رحمه الله) في أزريته حيث يقول:
ولــــــه يوم خيبــر فتكـــات *** كبرت منظراً على من رآها
يوم قال النبي أني لأعطــــي *** رايتي ليثها وحامي حماها
فاشرأبت أعناق كل فريق *** ليروا أي ماجد يعطاها
فدعا أين وارث العلم والحلم *** مجير الأيام من بأساها
أين ذو النجدة الذي لو دعته *** في الثريا مروعة لباها
فأتاه الوصي أرمد عينٍ *** فسقاه من ريقه فشفاها
ومضى يطلب الصفوف فولت *** عنه علماً بأنه أمضاها
وبرى مرحباً بكف اقتدارٍ *** أقوياء الأقدار من ضعفاها
ودحا بابها بقوة بأسٍ *** لوحمتها الأفلاك منه دحاها
|