• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : في ذكراها الحادية عشرة.. فتوى الجهاد الكفائي لحظة أنقذت الدولة وصنعت التاريخ .
                          • الكاتب : شفقنا العراق .

في ذكراها الحادية عشرة.. فتوى الجهاد الكفائي لحظة أنقذت الدولة وصنعت التاريخ


في لحظةٍ كان فيها العراق على شفا الانهيار أمام زحف الإرهاب الداعشي، دوّى صوت المرجعية الدينية العليا بفتوى الجهاد الكفائي، التي غيّرت المعادلة رأسًا على عقب، وأعادت رسم ملامح الصمود الوطني.

تحلّ علينا غدًا الثالث عشر من حزيران، الذكرى الحادية عشرة لصدور فتوى الجهاد الكفائي المباركة من المرجعية الدينية العليا، التي مثّلت لحظة تاريخية فارقة في مسيرة العراق الحديث.

ففي الوقت الذي كانت فيه البلاد تواجه خطر الانهيار أمام تمدد الإرهاب الوحشي المتمثل بتنظيم داعش، جاءت الفتوى كصرخة وعي وشرف لإنقاذ الوطن من السقوط، إذ شكّلت الفتوى نقطة التحول التي استنهضت الهمم ودفعت الآلاف من أبناء العراق للتطوع دفاعًا عن الأرض والعرض والمقدسات، لتؤكد أن المرجعية كانت وما زالت صمام أمان الوطن، وأن صوتها هو صوت الحكمة والبصيرة وقت الشدائد.

نقطة تحول في تاريخ العراق الحديث
ويؤكد مستشار رئيس الوزراء، فادي الشمري، أن فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني في 13 حزيران 2014، شكّلت نقطة تحوّل مصيرية في تاريخ العراق الحديث، وأسهمت في إعادة رسم معادلة الصمود الوطني بوجه الإرهاب.

وقال الشمري، إن “الفتوى جاءت في لحظة حرجة كانت البلاد فيها على وشك الانهيار أمام تهديد تنظيم داعش الإرهابي، حيث أيقظت الوعي الوطني الجمعي، ودعت العراقيين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم إلى الوقوف صفاً واحداً دفاعاً عن الوطن والمقدسات”.

ثم أضاف، أن “الفتوى تجاوزت الأطر الطائفية والمناطقية، وحوّلت المعركة إلى معركة وجود وهوية، ما عزز اللحمة الوطنية وأثبت قدرة العراقيين على التوحد في وجه الأخطار المصيرية”.

كما أشار الشمري إلى، أن “الاستجابة الشعبية للنداء كانت استثنائية بكل المقاييس، حيث لبّى مئات الآلاف من أبناء الشعب النداء، واندفعوا للتطوع في القوات الأمنية وتشكيلات الحشد الشعبي، مقدّمين أرواحهم فداءً للوطن، ومجسدين أروع صور التضحية والفداء”.

وأوضح، أن “هذه الاستجابة العفوية كشفت عمق العلاقة بين المرجعية والشعب، وأكدت امتلاك العراقيين لإرادة صلبة وقيم راسخة تمكّنهم من مجابهة التحديات”.

تنظيم إرهابي عالمي
كذلك لفت الشمري إلى، أن “العراقيين، وفي مقدمتهم الحشد الشعبي والقوات الأمنية، لم يدافعوا عن العراق فقط، بل تصدّوا لتنظيم إرهابي عالمي كان يهدد السلم الدولي، ووقفوا بوجه مخططاته التي استهدفت دول المنطقة، ليشكّل هذا النصر دفاعاً عن الإنسانية جمعاء”.

وبيّن، أن “الحشد الشعبي، الذي ولد من رحم الفتوى، خاض أشرس المعارك في مختلف جبهات القتال، وحقق ملاحم بطولية في صلاح الدين والأنبار والموصل وديالى وجرف النصر وحزام بغداد وغيرها، مقدماً آلاف الشهداء والجرحى”.

وأكد، أن “التنسيق العالي والتكامل بين الحشد الشعبي والقوات الأمنية من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب، أسهم في تحقيق التوازن الميداني والاستراتيجي، وكان عاملاً حاسماً في النصر على الإرهاب”.

وأشار الشمري إلى، أن “الفتوى لم تكن دعوة لحمل السلاح فقط، بل كانت مشروعاً وطنياً متكاملاً تضمن استجابة إنسانية شملت إيواء النازحين وتقديم الدعم اللوجستي للمقاتلين، بمشاركة آلاف المتطوعين المدنيين من مختلف التخصصات”.

واختتم الشمري حديثه بالقول: إن “فتوى الجهاد الكفائي أطلقت طاقات المجتمع، ورسّخت مفاهيم التكافل والتضحية والعمل الجماعي، وأسهمت في تحقيق نصر ليس عسكرياً فحسب، بل نصر سياسي وإنساني أعاد للعراق سيادته وثقة شعبه بقدراته”.

توحيد الصف الوطني
من جانبه، أكد القيادي في ائتلاف النصر أحمد الوندي، أن “فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها سماحة المرجع الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) شكّلت نقطة تحول استراتيجية في مواجهة داعش الإرهابي، وأسهمت بشكل كبير في توحيد الصف الوطني وتشكيل الحشد الشعبي الذي كان له الدور المحوري في دعم القوات الأمنية وتحرير الأراضي”.

وقال الوندي، إن “الاستجابة السريعة لفتوى المرجعية المباركة جسّدت الوعي الشعبي والوطني للعراقيين بمختلف انتماءاتهم، وأسهمت في تجاوز الانقسامات وتعزيز اللحمة المجتمعية في لحظة مصيرية من تاريخ البلاد”.

ثم أضاف، أن “الحشد الشعبي لعب دوراً حاسماً في إيقاف تمدد الإرهاب واستعادة المناطق المحتلة، بالتنسيق مع القوات الأمنية، ما مهد الطريق لتحقيق النصر الكبير على داعش”.

كما لفت إلى، أن “الفتوى لم تقتصر على البعد العسكري فحسب، بل كان لها أثر كبير في دفع المبادرات الإنسانية لدعم النازحين وتقديم المساعدات، وهو ما عبّر عن روح التضامن الوطني في مواجهة الأزمة”.

الحصن المنيع
من جانبه، أكد المحلل السياسي حيدر البرزنجي إن “فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها المرجع الأعلى السيد علي السيستاني شكّلت نقطة تحول مصيرية في تاريخ العراق الحديث، وأسهمت بشكل كبير في توحيد أبناء الشعب العراقي بمختلف مكوناته في مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة”.

وقال البرزنجي إن “الفتوى المباركة كانت بمثابة الحصن المنيع الذي التف حوله العراقيون، فكانت الدافع الأول لتأسيس الحشد الشعبي، الذي سطّر مع القوات الأمنية ملاحم بطولية خالدة”.

ثم أضاف، أن “الفتوى لم تقتصر على الجانب العسكري، بل شملت أبعادًا إنسانية واجتماعية، من خلال إغاثة النازحين وإعادتهم إلى مناطقهم، فضلاً عن الإسهام في جهود الإعمار والخدمة العامة، مشيدًا بمواقف محافظات الوسط والجنوب التي احتضنت العائلات النازحة من المناطق الغربية، في مشهد جسّد التلاحم الوطني وأفشل كل مخططات تمزيق النسيج المجتمعي”.

انطلاقة وطنية جامعة
إلى ذلك، أكد الخبير الاستراتيجي والعسكري سرمد البياتي، أن فتوى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني صدرت في وقت كان العراق يواجه فيه خطراً وجودياً تمثل بهجمة إرهابية كبيرة كادت أن تطيح بالدولة.

وقال البياتي لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “الفتوى لم تكن موجهة لطائفة دون أخرى، بل كانت لكل العراقيين بمختلف مكوناتهم، وقد شهدنا التزاماً وطنياً شاملاً بها، حيث استجاب لها الجميع، كباراً وصغاراً، حتى النساء”.

كذلك أشار إلى، أن “الفتوى شكلت انطلاقة وطنية جامعة وحقيقية”.

كما أضاف، أن “الفتوى أسفرت عن تأسيس هيئة الحشد الشعبي، التي قدمت آلاف الشهداء والجرحى في سبيل تحرير العراق من الإرهاب”.

ثم لفت إلى، أن “أهمية الفتوى لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل ينبغي أن تبقى فاعلة في رعاية الجرحى، ومساعدة النازحين، والعمل على إعادتهم إلى مناطقهم، وتعزيز التآخي بين أبناء الشعب العراقي”.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=204170
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 06 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 06 / 16