• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دور الأسرة في التربية والنمو الاجتماعي (مرحلة المدرسة الابتدائية)(2) .
                          • الكاتب : كامل حسين الجنابي .

دور الأسرة في التربية والنمو الاجتماعي (مرحلة المدرسة الابتدائية)(2)

 تعتبر الأسرة من أهم الأوساط التي تقوم بعملية التنشئة الاجتماعية للطفل، فهي التي تحدد الهوية الاجتماعية على أساس وضعها في النظام الطبقي، كما يؤثر المركز الاجتماعي، والمستوى الاقتصادي والثقافي للأسرة، على الفرص التي يمكن أن توفرها لأبنائها، لنموهم البدني والعقلي والاجتماعي. وتستمر عملية التنشئة الاجتماعية.. 

وتدخل المدرسة كمؤسسة تربوية رسمية، لتقوم بدورها في هذه العملية، حيث يدخل الطفل إطارا جديدا من المؤثرات في حياته الاجتماعية، ذلك الوسط الكبير من الأقران، وتطبيق الأنظمة والقوانين، وممارسة أدوار اجتماعية أوسع مما كان عليه في نطاق الأسرة، وما تتضمنه من تعلم واستيعاب أنماط السلوك، والقيم والمشاعر التي يرتضيها هذا المجتمع، وتقوم الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية المتمثلة بما يلي:
•  تنمية الشعور لدى الطفل بالانتماء والولاء لأسرته، التي تعد إحدى جماعات المجتمع، مما يؤدي إلى تفاعله، وقيامه بأدوار اجتماعية، داخل وخارج نطاق أسرته.
•  اكتساب الطفل من أسرته العديد من القيم والمعتقدات والخبرات، وكذلك العديد من العادات والاتجاهات وأنماط السلوك، وذلك في سنوات حياته المتتالية.

النمو الاجتماعي في مرحلة المدرسة الابتدائية:

في سن السادسة تكون طاقات الطفل في العمل الاجتماعي، مازالت محددة وغير واضحة، ويكون مشغولاً أكثر ببديلة الأم (المدرسة) وتتسع دائرة الاتصال الاجتماعي ويزداد تشعبها، وهذا يتطلب أنواعاً جديدة من التوافق، والطفل في هذه المرحلة مستمع جيد. ويذهب الطفل إلى المدرسة، ويتوقف سلوكه الاجتماعي في المدرسة، مع جماعات أقرانه، وفي البيئة المحلية، ومع طبقته الإجتماعية، على نوع شخصيته التي نمت نتيجة لتعلمه في الماضي، من المنزل والبيئة المحلية، وفي دار الحضانة إذا كان قد مر بها.. ويكون اللعب جماعياً، ومن خلال اللعب يتعلم الأطفال الكثير عن أنفسهم وعن رفاقهم، وتتاح لهم فرصة تحقيق المكانة الاجتماعية، وتكثر الصداقات نتيجة ازدياد صلة الطفل بالأطفال الآخرين في المدرسة. وقد يهتم بالأصدقاء ورفاق السن أكثر من اهتمامه بأفراد الأسرة.. 
ويزداد التعاون بين الطفل ورفاقه في المنزل والمدرسة.. وتكون المنافسة في أول هذه المرحلة فردية، ثم تصبح في آخرها جماعية في الألعاب الرياضية والتحصيل الدراسي.. ويحصل الطفل على المكانة الاجتماعية، ويهتم بجذب انتباه الآخرين، ويكون العدوان والشجار أكثر بين الذكور والذكور، ويقل نوعاً ما بين الذكور والإناث، ويقل جداً بين الإناث والإناث، فعدوانهن لفظي. وتستمر عملية النمو الاجتماعي في هذه المرحلة، فيعرف الطفل المزيد من المعايير والقيم والاتجاهات الديمقراطية، والضمير ومعاني الخطأ والصواب.. ويهتم بالتقييم الأخلاقي للسلوك.. ونجد أن الطفل يحب صحبة والديه، ويفخر بوالده، ويعجب بالأبطال.. ويكون وديعاً في وجود الضيوف والغرباء.. إلا إنه يلاحظ زيادة نقد الطفل لتصرفات الكبار حتى ليقال إنه ينقد كل شيء وكل فرد.. وتضايقه الأوامر والنواهي ويثور على الروتين.. 
وتنمو فردية الطفل وشعوره بفردية غيره من الناس. ويزداد الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، والقدرة على الضبط الذاتي للسلوك.. وتتغير الميول وأوجه النشاط الطفولية، إلى الاستقلال وحب الخصوصية.. وتميل الميول إلى التخصص والموضوعية. وتبزغ الميول المهنية.. ويقل الاعتماد على الكبار، ويطرد نمو الاستقلال، ويتضح التوحد مع الجماعات أو المؤسسات، فيفخر الطفل بفوز فريق مدرسته في مباراة أو مسابقة.
 
العوامل المؤثرة في النمو الاجتماعي:

يتأثر النمو الاجتماعي في المدرسة في هذه المرحلة، بعدة عوامل منها البناء الاجتماعي للمدرسة، وحجمها وسعتها وأعمار التلاميذ، والفروق الإجتماعية والإقـتصادية بين الأطفال، وكذلك يتأثر بعمر المدرّس، وجنسه، وحالته الاجتماعية، وشخصيته. 
ويتأثر أيضاً بالعلاقة بين المدرس والتلميذ والعلاقة بين التلاميذ بعضهم ببعض، والعلاقات بين المدرسة والأسرة... 
وفي الأسرة تؤثر علاقة الطفل بالوالدين، واستخدام الثواب والعقاب في توافقه الاجتماعي، علاوة على السلوك الاجتماعي السائد في الأسرة، كذلك تؤثر الثقافة ووسائل الإعلام – التلفزيون والراديو والصحف وغيرها.. ويلاحظ أن أثر الصحبة والرفاق في هذه المرحلة أقوى من أثرها في المرحلة السابقة وأكثر بقاء واستقرارا.

تطبيقات تربوية من أجل النمو الاجتماعي:
1. التركيز على الانتماء للمجتمع، وتنمية القيم الصالحة والاتجاهات الإيحائية، ومراعاة حقوق الآخرين.
2.  تعويد الطفل مسؤولية نظافته الشخصية، وبعض الأعمال الخاصة بالمنزل والمدرسة.
3.  تعويد الطفل احترام والديه ومدرسيه والكبار دون رهبة أو خوف.
4.  أهمية لعب الوالدين مع الطفل، والتفاعل الاجتماعي معه والنزهات الأسرية.
5.  أهمية اللعب الذي ينظمه الأطفال، والانضمام إلى جماعات الكشافة والأشبال بالمدرسة.
6.  التعرف على البيئة الاجتماعية وإمداد  الطفل بخبرات اجتماعية سليمة في حياته.
7.  تقدير فردية الطفل وتنمية شخصيته الاجتماعية واحترامها.
8.  تشجيع الاستقلال عند الطفل والتخفيف من سلطة الضبط الذاتي عند الطفل.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=204165
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 06 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 06 / 16