وأنا في صلاة العيد أناجي الله تعالى بذلك الدعاء المأثور في قنوت هذه الصلاة وما فيها من موضوعات سبعة إجمالًا تحتاج إلى تأمُّل وتفكُّر فيها؛ حتى نكون على بينة فيما ندعو الله تعالى ونسأله في هذه المناسبات العظيمة، فمما ورد:
١-✍🏻 ذلك التمجيد على الله تعالى الخالق والثناء عليه بتلك الصفات الثمان التي لا تليق إلا به مطلقًا، فهو أهل (الكبرياء، والعظمة، والجود، والجبروت، والعفو، والرحمة، والتقوى، والمغفرة)، فكل صفة منها تدل على مقام الربوبية التي تليق بمقامه، وتليق بالثناء عليه من دون سواه، وكل واحدة تحتاج وقفة بل وقفات معرفية عندها.
٢-✍🏻 بيان عظمة هذا اليوم ومقامه (للمسلمين عيدًا)، حيث جعله المولى عيدًا لعباده المسلمين خاصة، وهذا يحتاج إلى التفكر في (التشريع الإلهي للنظام المتكامل، والمفهوم الحقيقي للعيد وغاياته، ومقام المسلمين في اجتماعهم وسرورهم واختيارهم)، فكل ذلك يدعو إلى معرفة أهمية ذلك، وضرورة استثماره في هذا اليوم خاصة.
٣-✍🏻 بيان مقام حبيبه النبي الأكرم محمد وآله الطاهرين (ولمحمد ذخرًا ومزيدًا)؛ حيث وجودهم العظيم في الأمة، والرحمة الإلهية التي هم سببها الأول، ويحتاج ذلك إلى الوقوف عندهم والتعرُّف عليهم، وعلى مقاماتهم التي جعلها الله لهم.
٤-✍🏻 الدعوة للتشرُّف بأنْ ينال العبد مقام الخير الذي كان عليه النبي وآله، وهذا يحتاج إلى جهاد ومعرفة وتضحية، فضلًا عن الإقبال على كل أفعال الخير، ومصاديقها المختلفة، والتنافس في ذلك.
٥-✍🏻 الدعوة بالنجاة مما أنجى الله تعالى نبيه وآله من كل سوء، وهذا يحتاج إلى جهاد للنفس والثبات عليه، والفرار من كل معصية؛ قد تؤدي بضياع رضا الله تعالى.
٦-✍🏻 الدعوة بأنْ ينال العبد ما ناله الصالحون من خير مطلق، وهذا يحتاج إلى الإقبال على كل طاعة للفوز بهذا الشرف، فضلًا عن التأمل في حقيقة الصلاح وآثاره وأهميته على الفرد والأمة.
٧-✍🏻 الاستعاذة من السوء وما فيه من آثار سلبية في تربية النفس وصلاحها، ومعرفة مزالق الشيطان ووساوسه، وهذا يحتاج إلى هجر كل معصية؛ لنكون من أهل الصلاح. 
 أخيرًا.. 
 هذه الكلمات المباركة في الدعاء هي زاد معرفي يحتاجه الإنسان في مسيرته التكاملية الواعية إلى الله تعالى . تحية ومحبة 🌷

خادم الثقلين 
عماد الكاظمي 
السبت ١٠ ذو الحجة ١٤٤٦هج 
٧-٦-٢٠٢٥م