• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : (حوار مع شاعرة (بردة الرضا عليه السلام) الشاعرة وفاء الطويل / تاروت) 4 .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(حوار مع شاعرة (بردة الرضا عليه السلام) الشاعرة وفاء الطويل / تاروت) 4

 كل شيء قابل لصياغة السؤال/ الاحتمالات واليقين/
حنين الشعراء لكربلاء/ وأنين الحروف/ الواقع والتاريخ/ الانطباع وبصمة القلب عند راوية الشهداء/ الحرب، الموقف/ وإذا ضاقت الأسئلة يوما/ خذ من أرض الواقعة ما تشاء/ وقدمه بين يدي الحوار مشهدا تضيئه الدماء/ الوجع... لا شيء في الطف باغته الوجع، من أصغر سيف لأطول رمح/ السقيفة صاغت منذ نشأتها أسرة العويل/ وسنابل الخيل التي سحقت أضلاع الحسين/ وسرب أطفال يركض بها الخوف ولا يستكين/ وينابيع دم/ لجموا الفرات كي لا يروي أطفال الحسين/ وأنا أحمل الجراح تربة صلاة/ آلفت أنين الحرف منذ صباي ومع هذا جئت أسأل 
-كيف تكون لحظة الإمساك بالقصيدة، والدم في فم الحرف يفور؟
: ـ القصيدة في رحاب آل محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" هي معراج روح/ ولحظة الإمساك بها لحظة قدسية عرفانية راقية جدًّا...
أنا لا أمسك بالقصيدة... بل هي من تمسك بي...
هي سلم... مرقى من نور لحروف طاهرة، أقف إجلالا عند تخوم المعنى، لأن المقام مقام قدس، والنداء فيه يعيشه القلب والجوارح...
تراتيل إلهام، تولد من خشوع داخلي، كصلاة الليل...
يسجد فيها الحرف، يبكي على صدر الورق.
هي لحظة انجذاب، ترتقي فيها النفس بهدوء، تسلم زمامها للنور الأعلى، تحرم الكلمة، وتطوف حول المعاني، ركوعا في محراب الولاية.
كُلُّ بَيتٍ فِي مَدِيحِ المُصْطَفَىٰ
تَوبَةٌ تُرجَىٰ وَخَطوٌ لِلنَّجَاةِ
قَافِيَاتُ الحُبِّ دَمعٌ نَاطِقٌ
وَالتَّفَاعِيلُ هَدَايَا لِلهُدَاةِ
لذلك، الإمساك بالقصيدة ليس بالسهل، هو عروج... صلاة شوق... استغراق...
من لم يذق هذا الشعور، لم يدرك القصيدة...
** 
: ـ إذا أراد الفرات أن يصلي ماذا يفعل؟ /عليه أن يتوضأ بعطش الحسين/ ونضوج البيان طقس عزاء عاشورائي المعين / وأهم من يسأل الشاعر كم بيت وتكتمل القصيدة؟ / ولم يسأل كم سجدة؟ وكم ركعة؟ وكم بسملة بها يبتدأ اليقين؟ وعلى أي مذهب تصطف قوافيك؟ / إذا نادى المؤذن الله أكبر / تؤذن في كل بيت كربلاء...
-فهل تجرين الوضوء قبل الكتابة يا وفاء؟
ـ سؤالك وإن بدا بسيطًا فهو يلامس جوهر الفعل الإبداعي، من خلاله يتحوّل الفعل من ممارسة إلى مكاشفة...
الكتابة موقف وجوديّ، لحظة وقوف بين عالمين، عالم الداخل الملتبس، وعالم الخارج المتكاثر.
نعم أتوضأ لولوج فرض عبادي، أطهر حتى أفكاري، ونواياي، أتجرد من كل ما يدنس صفو روحي، إلى أن يخشع الوجدان، حينها أكتب. 
لدي اعتقاد بأن طهارة الوعي مهمة جدًا وأظنها أشد صور الوضوء والتطهير تجريدًا؛ لأنها تطهر الداخل، وتلبس اللا مرئي هيئة ملائكية محسوسة.
تَوَضَّأَ القَلْبُ عَنْ ذَنْبِي وَعَنْ زَلَلِي
لِيَسْتَفِيقَ عَلَى نُورٍ مِـنَ الأَمَــــلِ
أَغْدُو إِلَى الطَّفِّ... حَرْفِي فِيهِ أَسْكُبُهُ
بِـ "يَا حُسَيْنٌ" فَفِي مِحْرَابِهِ أَمَلِي
وَالحَرْفُ نَبْضُ يَرَاعِي... لَا أُسَيِّرُهُ
إِلَّا إِذَا خَشَعَ الوِجْدَانُ بِالعَمَلِ
مَا كُنْتُ أَكْتُبُ إِلَّا بَعْدَمَا طَهُرَتْ
مِنِّي المَشَاعِرُ وَانْقَادَتْ بِلَا كَسَلِ
ضَوْءٌ بِلَحْظَةِ إِلْهَامٍ إِذَا فَتَحَتْ
أَبْوَابُهَا اسْتَقْبَلَتْهَا رَعْشَةُ الوَجَلِ




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203965
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 06 / 7