• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأدلة العقلية والنقلية الدالة على إسلام أبي طالب (عليه السلام)1 .
                          • الكاتب : سهيل عبد الزهره الزبيدي .

الأدلة العقلية والنقلية الدالة على إسلام أبي طالب (عليه السلام)1

 كان أبو طالب (ع) شيخ الأبطح وسيدها ورئيسها الذي كانت تلتجئ إليه مهماتها وتعتمد عليه في ملماتها فكانت له المكانة العليا، إذا رفع يده رفعوا الأيدي معه وإذا طلع عليهم قاموا احتراماً له، فلما ظهرت الدعوة هجروه وصاروا لا يعبئون بأمره ولا يحضرون له نادياً ولا يمتثلون له أمراً ولا نهياً وصار يتجرع منهم الغصص ويتحمل الدواهي فكان لا يزداد إلا شدة في نصرة النبي (ص) وقوة لإظهار أمره و منعاً لقريش من أذية تابعيه وأرسل ولده جعفر مع من سافر من المسلمين إلى الحبشة، وصار يقاسي مرارة فراقه حتى توفي ولم يره، لقد كان أبو طالب يتحمل أعباء الرسالة وكأنه من أوصياء الأنبياء، وإنه كان عالماً بما يؤول إليه أمر رسول الله (ص) أخذ ذلك عن أبيه عبد المطلب عن آبائه الذي كان نور النبوة يضيء في وجوههم وقد روينا بالأسانيد الصحيحة عن الإمام علي (ع) أنه قال: والله ما عبد أبي ولا جدي عبد المطلب صنماً قط، فقيل له وما كانوا يعبدون؟ قال: كانوا يصلون إلى البيت عن دين إبراهيم (ع)، متمسكين به، وقال: كان والله أبو طالب مؤمناً مسلماً يكتم إيمانه مخافة على بني هاشم أن تنابذها قريش، ويؤكد ذلك شعره الذي كان يحث فيه على نصرة النبي (ص): 
        واللــــــه لا أخـــذل النــبـــي            ولا يخــذلـه من بني ذو حســب
فكيف يعتقد ذو عقل أن رجلاً مشركاً يأمر الناس بإتباع التوحيد واعتناق الإيمان ويدعو أقاربه وأولاده إلى نصرة صاحب الدعوة ويحثهم على الأخذ بمبادئه ! إن هذا الأمر عجيب فأن قيل: إن القرابة جرته إلى ذلك، نقول: فلم لم تجد هذه القرابة أبا لهب وبقية أقارب النبي (ص) ؟ إن محبة النبي (ص) لعمه أبي طالب من الأمور الثابتة عند المؤرخين حتى إنه كان يحبه لحبه، فقد تواتر قوله لعقيل: إني أحبك حب حبين حباً لقرابتك وحباً لحب عمي أبا طالب لك. فهل يجوز أن ينسب لرسول الله (ص) محبة المشركين مع قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ }المجادلة/22 
وقال (ص): ما نالت قريش مني شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203954
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 06 / 8