بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام أشرقت شمس الولاية في يوم الثامن عشر من ذي الحجة، ولم يأفل نورها إلى اليوم، ولن يأفل ما دامت السماوات والأرض.
هذا هو اليوم الذي نصّب فيه النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وصيّه أمير المؤمنين (عليه السلام) على رؤوس الأشهاد، في صحراء قاحلة، تحت حرارة شمس حارقة، ليُثبت أن أمر الله لا يؤجل، وأن الحق لا يُؤخر.
لنعلم جميعا ان الادلة حاصلها: من أنكر الغدير، فقد عطّل العمل بالآيات والروايات، وأغلق على نفسه أبواب الهداية.
كيف يُعقل أن يُغفل مثل هذا اليوم، وقد نزل فيه قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"؟! أية مناسبة كانت تستحق هذا الإعلان الإلهي العظيم، إن لم تكن مناسبة الولاية؟!
إن من جحد الغدير، فقد جحد آية إكمال الدين، وجحد نعمة الله الكبرى وبظل تلك النعمة، ورفض أمر الله تعالى الذي بلّغه النبي بأمر الله تعالى.
إن يوم الغدير ليس تاريخا ، انه الفيصلٌ بين الحق والباطل الى يوم الدين، بين الطاعة والمعصية، لنراجع ونقارن بين من صدّق الرسول ووفى بعهده، ومن خالف ونكث ونكص على عقبيه.
أمر فيه اختبار الأمة باسرها عبر العصور، بين من تمسك بالعروة الوثقى، ومن تفرّق به الهوى فتردى وهوى.
يا احبابي: من عرف الغدير وآمن به، نال الهداية التامة، ومن والى عليًا وأهل البيت (عليهم السلام) فقد دخل في دائرة النور الإلهي، وكان من الفائزين.
ومن أعرض عن الغدير، فقد آثر الظلمة، وابتعد عن مصدر الحق، وخسر الخير كله.
نداء الغدير باقٍ "من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه" لا يزال يُتلى في القلوب المؤمنة التي يهمها امر ربها، وجرس النظاء لا يسكت، وصدى نوره لا يبهت ابداً.
الله الله في آخرتكم..
|