كتابات في الميزان / مع اقتراب عيد الأضحى، تحوّلت الحمى النزفية إلى هاجس يخيّم على العراقيين، إذ تراجع الإقبال على الأضاحي وسط مخاوف من انتقال الفيروس خلال الذبح العشوائي، في ظل قلة المجازر الحكومية وتراجع الوعي الصحي، ما دفع السلطات إلى استنفار جهودها لتفادي كارثة وبائية جديدة.
و تتصاعد المخاوف من انتشار الحمى النزفية في ظل قلة المجازر الحكومية، إلى جانب جهل المجتمع في ذبح الأضاحي بالإجراءات الوقائية، ما قد يؤدي إلى انتقال هذا المرض للإنسان عن طريق ملامسة الدم خلال الذبح.
وفي هذا الإطار، شكا عدد من باعة الأضاحي، اليوم الثلاثاء، الإقبال الضعيف على شراء الأضاحي، من جرّاءِ مخاوف من الحمى النزفية، وسط جهود حكومية لتفادي مواجهة المرض.
وقال أبو محمد، أحد باعة الأضاحي إن “الإقبال على شراء الأضاحي بات شبه معدوم، مقارنة بالسنوات السابقة، رغم التزامنا بإجراءات الوقاية”، مشتكيا من “قلة المجازر الحكومية”.
وأضاف، أن “الاستيراد الخارجي وتدهور الأوضاع الاقتصادية قد ساهم أيضا بإضعاف سوق المواشي هذا العام”.
ويتراوح سعر الخروف الواحد بين 300 إلى 600 ألف دينار، رغم أن وزنه لا يتجاوز 15 كيلوغرامًا، حسب مواطنين.
من جهة أخرى، كثفت دوائر البيطرة في عموم المحافظات العراقية، اليوم الثلاثاء، جهودها الوقائية والاحترازية للحد من انتشار مرض الحمى النزفية، الذي سجل ارتفاعا في عدد الإصابات والوفيات.
محافظة ذي قار
وقال مدير قسم الوبائيات في دائرة البيطرة بوزارة الزراعة، الدكتور ثائر صبري حسين، في تصريح إن “عدد الحالات المؤكدة حتى الآن بلغ 93 إصابة و11 حالة وفاة”.
وتصدرت محافظة ذي قار، القائمة بتسجيل 29 حالة إصابة وحالة وفاة واحدة، تليها بغداد التي سجلت 14 إصابة وحالتي وفاة.
أكد حسين “أهمية الالتزام بالذبح في المجازر النظامية، أو في أماكن مناسبة خارج المدن، لتجنب الذبح العشوائي في المنازل، مع تشديد الرقابة على حركة المواشي بين المناطق السكنية، حرصا على سلامة المواطنين”.
مشيرا إلى “أهمية دور التوعية المجتمعية، بالتعاون مع رجال الدين ورؤساء العشائر، ولا سيما مع تسجيل نسبة إصابة مرتفعة بين النساء”.
وأشارت اللجنة العليا للصحة، التي تضم وزارات الصحة والبيئة والزراعة ومنظمة الصحة العالمية، إلى تخصيص مبلغ 1.75 مليار دينار لشراء الأدوية واللقاحات ودعم عمليات الرش المكثفة لمكافحة القراد الناقل للمرض، كما تم تفعيل حملات رش مبيدات مكثفة في محافظة ذي قار، التي أعلنت منطقة وبائية، إضافة إلى دعم جهود وزارة الداخلية باستخدام مرشات عملاقة للقضاء على الطفيليات، ما يعزز فرص السيطرة على المرض واحتواء انتشاره خلال موسم الأضاحي.
تسجيل 95 إصابة بالحمى النزفية منذ بداية العام
وحسب آخر إحصائية صادرة عن دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة العراقية في 27 آيار مايو الماضي، فقد أظهرت تسجيل 95 إصابة بالحمى النزفية منذ بداية العام، بينها 13 حالة وفاة، موزعة على النحو الآتي، ذي قار 29 إصابة، بينها حالة وفاة واحدة، وبغداد/ الرصافة 11 إصابة بينها 3 وفيات، وواسط 11 إصابة بينها حالة وفاة واحدة.
يذكر أن حشرة القراد تنقل فيروس الحمى النزفية من الحيوان المصاب إلى حيوان آخر، أو إلى الإنسان، وقد تظهر أعراض المرض على الضحية بعد أسبوع من الإصابة.
والحمى النزفية الفيروسية تعد من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وينتقل الفيروس المسبب لها عن طريق القراد أو ملامسة دم الحيوانات المصابة، خاصة في أثناء الذبح أو التعامل المباشر مع اللحوم دون إجراءات وقاية، ويعد مربو المواشي، والقصابون، والعاملون في المسالخ، الأكثر عرضة للإصابة.
وشهد العراق في السنوات الأخيرة، عدة موجات من هذا المرض، سجلت خلالها إصابات ووفيات في مناطق مختلفة، أبرزها محافظات الجنوب والوسط. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة، إلا أن ضعف الرقابة على محال القصابة، وقلة الوعي الصحي، وتراجع إجراءات الوقاية البيطرية، ما تزال تشكّل تحديات كبيرة أمام السيطرة على المرض.
وتتراوح مدة حضانة الحمى النزفية من يوم إلى 10 أيام وأكثر، وهذا يعتمد على طريقة الانتقال، حيث إن الانتقال إذا كان مباشرا من الحيوان عبر حشرة القراد، فقد يكون ظهور الأعراض سريعا خلال يوم إلى 3 أيام، أما إذا كان عن طريق مشتقات الدم، فهذا قد يستغرق وقتا أطول من 5 إلى 10 أيام وأكثر، حسب مختصين.

|