• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المرصد النقدي ( الوردي و تجريد بيان القرآن من فضيلة الاعجاز) .
                          • الكاتب : محمد عبدالله .

المرصد النقدي ( الوردي و تجريد بيان القرآن من فضيلة الاعجاز)

 لقد استوقفت (علي الوردي) خصائص العربية التي يراها تدل على ميوعتها وتسبب انعدام الرقة- فيراها لغة مجتمع منهمك بالشعر ولذا فهي لغة عاطفية تهتم باللفظ الرنان أكثر مما تهتم بالمعنى الدقيق..

ومما ذكره من خصائص (كثرة المترادفات) و(المشترك الفظي) دلالة اللفظ الواحد على عدة معاني..
العين.. عضو البصر 
العين.. الوجيه
العين.. الجاسوس
العين.. عين الماء
وأما وجود الأضداد أي للكلمة تناقضات مثل:
الجون- الأبيض وتعني الأسود كذلك.
الصريم- تعني الليل وتعني النهار أيضاً.
وأعاب الوردي دلالة المفردة على المفرد والجمع في آن واحد مثال:
هو عدوي- هم عدوي
هذا طفل- هؤلاء طفل
أو سنجد طرف المفرد إلى الجمع كقوله تعالى {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}الحشر/9. 
أو كأن يكون الكلام للمخاطب ثم ينتقل إلى الغائب كقوله تعالى {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ}يونس/22. ثم أعاب خصائص كثيرة
المرصد النقدي: 
أولاً: ليست هناك لغة تعبر عن العاطفة وحدها.. أو عن الفكر وحده.. فاللغة تعبر عن شؤون الناس جميعهم.
ثانياً: ليست العربية (مائعة) وقد فات الوردي أن المعنى في لغة لا تحدده الألفاظ بل يشترك في (السياق) وأما في الترادف- ويروي الدكتور نعمة رحيم العزاوي- أن السيف جاء اسم أداة.. والمهند دل على البلاد.. والبيض لون السيف.. والحسام.. وحسم الخلاف والصارم- صرم الجدال والفيصل فصل الخصومة وهذه الصفات استعملت بمرور الزمن استعمال الأسم..
وذهب الناقد (محمد المبارك) إلى المطالبة بإحياء الفروق المعنوية والتي يسمها الوردي المترادفات.
ثالثاً: أغلب هذه الظواهر تشترك بها جميع اللغات ولكن ليس هناك أحد من أبنائها اتهمها بالميوعة
رابعاً: تناسى الوردي رحمهُ الله أن تقلب العربية في الدهور قد طرأ عليها الكثير من التحول والتبدل والنقاد يعاملونها كأنها لغة عصر واحد..
علي الوردي:
لا يمكن أن يكون بيان القرآن سبب إعجازه فعظمة القرآن لا تقاس بمقياس اللغة والأسلوب وإنما توزن بما عبر عنه من مثلٍ عليا وقيم رفيعة لأن القرآن لم ينزل ليعلم الناس الفن وليس من المعقول أن تمثيل القرآن بخصائص العربية دليلاً على أن تلك الخصائص مزايا تحسب للغة وترفع من شأنها فالقرآن لغة العرب على علاتها من غير أن يحاول تحسينها أو اصلاح ما فيها من عيوب فالرسول (ص).. مصلح اجتماعي لا لغوي- ولو أراد أصلاح الشأنين لتبعثرت جهوده وكلفه الفشل في كلا الأمرين (كتاب أسطورة الأدب الرفيع (152- 157)
المرصد النقدي:
ملاحظة أولية.. لم يكن الوردي وحده في تجريد بيان القرآن من فضيلة الاعجاز- فقد سبقه الناقد زكي مبارك في كتابه (النثر الفني) الذي يرى الاعجاز في المعنى وليس في اللغة.. فقد أبهرهم الفكر والعقل والوجدان ويرى أن المعارضة كانت لاتنكر إلا ماجاء به القرآن من معانٍ، يقول عبد القاهر الجرجاني- لا نرى بليغاً إلا ونكر هذا الرأي وأعابه (دلائل الاعجاز 195) وقال أن سبيل الكلام سبيل التصوير والصياغة وأن سبيل المعنى سبيل الشيء الذي يقع التصوير والصياغة فيه- كالذهب يصاغ منه الخاتم فأن أردت النظر في الصياغة محال أن تتجاهل الذهب وكذلك محال أن تنظر في مجرد المعنى نجد أن هذا الرد كافٍ لنثبت أن تلك الصياغة لا تتأتى لبشر ولا تكون إلا من لدن حكيم خبير. 

                                               




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203761
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 06 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 06 / 7