صورة أثارت حفيظة الشعب التركي عندما كان الرئيس الامريكي اوباما يتحادث هاتفيا الى رئيس وزرائهم اردوكان وهو ممسك مضرب البيسبول بطريقة يمكن ان نفهمها على انها العصى لمن عصى وهذا المفهوم قد يكون على حد تصور الاتراك الذين احتجوا بشكل متوتر على ذلك وبردة فعل غير متوازنة مع انه التصرف الذي قام به اوباما ربما يكون طبيعيا ولا علاقة له بأي تصور سياسي او قصد يوحي بمثل تلك التصورات التي بنتها في افكارها بعض الجهات السياسية التركية وأعابت على أوردكان بأنه بات واضحا ممن يتلقى الاوامر والتوجيهات كما ان المجتمع في تركيا اعتبرها اهانة لكل مواطن منهم لأنه (اردوكان ) كرئيس وزراء يمثل كل فرد من افراد الشعب ، الى هنا ربما من حق الشعوب ان تتعامل بغضب عندما تشعر بالاهانة من دولة ثانية ولكن بالمقابل نحن كشعب عراقي نود ان نقول الى الدولة التركية والى شعبها ان وزير خارجيتكم أيضا أهان العراق وشعبه في زيارته المشبوهة الى العراق والطريقة التي جاء بها ودخل فيها الى شمال البلد وانتقل منها الى محافظة اخرى دون تنسيق مع الحكومة العراقية في بغداد فماذا تعتبرون ذلك وهل كان تصرف اوباما رئيس اكبر دولة في العالم ومن خلال التلفون يعتبر من الذنوب التي لا تغتفر وتصرف وزير خارجية دولتكم امرا طبيعيا وعلى العراق ان يرضى به ولا يتحدث عنه وكأن سيادة العراق كدولة تتصورونها تحت سلطة العثمانيين الراسخة في عقولكم ، أنا شخصيا اشمئز من تصرفكم هذا وفي نفس الوقت اقفز في داخلي منتفضا على تصرفكم الاحمق هذا معتبرا ان ما حصل لم يكن ليحصل لولا هذا التناحر السياسي بين الفرقاء العراقيين ، والا لما كان لمثل هذا التجاوز من وجود ، كما اضع اللوم على حكومة الاقليم في كردستان العراق التي سمحت لمثل تلك الزيارة كونها سوف تزيد من حدة التوتر بين الاقليم والمركز وهذا ما لا نريده ان يحصل لأن الاتراك يرومون ذلك ويخططون له بفعل التوجيهات القطرية وهم في النهاية لا يمكن ان يكونوا حريصين على المصالح الكردية وهذا ما أشار اليه النائب محمود عثمان وبالفعل أرى أن رأيه صائبا وأحييه على تلك الصراحة التي تحدث بها قبل ايام منتقدا الدور التركي لأن التجاوز كان واضحا جدا عندما توجه اوغلو الى محافظة كركوك محل النزاع في المادة 140 من الدستور العراقي وهذه الزيارة فيها الكثير من الرسائل الملغومة التي سوف تفجر الاوضاع في مستقبل الايام ، وما يؤسف له نلاحظ ان جهات سياسية كانت تدافع عن تلك الزيارة واعتبارها بالامر الطبيعي داعين الجهات الاخرى الى عدم الاعتراض فأين سيادة العراق وانتم اعضاء في البرلمان أقسمتم ان تحافظوا على سيادة وحدود البلد !!! أليس ذاك يعتبر من الحنث باليمين ؟ فأين الوطنية وكرامة البلد وسيادته عندما يتجول وزير دولة ثانية بطائرته دون تنسيق واشعار الاخرين بذلك قاصدا وبملئ الفم اهانة الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية ورئاسة الجمهورية في الوقت الذي نجد ان اختراق أي طائرة لاجواء دولة ما دون اذن يعتبر خرقا وتجاوزا غير مسموح به وقد تضرب الطائرة لخرقها المجال الجوي وهذا في الامر الطبيعي فكيف اذن بمن يمثل الخارجية التركية .
في تلك الزيارة المشبوهة التي لا تعادل بكل المقاييس تصرف الرئيس اوباما أرادو ايصال رسالة الى الحكومة العراقية بشكل واضح أننا قادرون على التدخل والتأثير المباشر في الشأن الداخلي العراقي وقوتنا هذه تستند الى علاقاتنا السياسية مع بعض الجهات التي فسحت لنا المجال في ذلك وبالفعل هذا ما يحصل لولا السماح لهم من قبل البعض لما تطاول الاتراك بهذا الشكل الوقح على سيادة العراق .
للشعب التركي نقول ان الكرامة التي تتحدثون عنها وعن اهانتها من قبل الرئيس الامريكي تحدثت عنها اليكم احزاب المعارضة عندكم وقالوها بكل وضوح تحت قبة برلمانكم بما توحي الصورة والحليم تكفيه الاشارة فلا تتباكوا على كرامة وضعتموها بيد رئيس وزرائكم ، اما ما أود قوله الى الحكومة العراقية فيجب ان تتخذ الموقف الصحيح وتجعل من العامل الاقتصادي الاداة التي تضرب به عمق الجانب التركي وهي من ستجعلهم يعرفون قدر العراق ولا يجب الخضوع الى مقولة الحفاظ على دبلوماسية العلاقات مع دول الجوار اذا كانت خارج حدود الادب والاحترام الدولي المتعارف عليه بين دول العالم. |