• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الغدير شمس لا تغيب (2) .
                          • الكاتب : رياض السيد عبد الأمير الفاضلي .

الغدير شمس لا تغيب (2)

     في رحاب عيد الأعياد وسيّدها وأعظمها، يوم سيد الاوصياء عليه السلام، اليوم الذي حاول أهل الأهواء أن يحجبوا نورها بالشبهات، ومهما اجتهدوا في طمس أثرها الواضح الجلي اوضحها الله تعالىمن كتبهم. 

     الغدير هي الحقيقة التي نزل بها الوحي، ونطق بها النبي الأمين (صلى الله عليه وآله) في لحظة فاصلة من تاريخ الرسالة، حين أوقف الركب في حر الهجير القائض ، ورفع يد وصيه، ونادى على رؤوس الأشهاد: "من كنت مولاه فهذا علي مولاه". انها كلمات خالدة، المنكرون أرادوا لها أن تُنسى، لكنها بقيت حجّة على من سمع، وذكرى لا تموت في قلوب المؤمنين الغيارى اهل العقيدة الولاء الصادق.

      تعال معي وانظر أن في الاسلام تُثبت أخطر القضايا كجريمة القتل بشاهدين عدلين فكيف بواقعة حضرها آلاف الصحابة؟ كيف ببيعة أُخذت في وضح النهار؟ كيف بإعلان إلهي جاء بعد أمر "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك..."؟!
ومع ذلك كلّه أُنكِر الغدير، وطُويت الصحيفة ... يالها من كارثة. أي ظلامةٍ تلك التي ظُلم بها أمير المؤمنين (عليه السلام)؟ أي مصابٍ نزل بالحق وأهله من هذه العصابة الظالمة وهي تُعرض عن باب علم النبي وأمين الله تعالى؟  أمة تعصي ربها وتُقصي من قال فيه نبيها: "علي مع الحق والحق مع علي"..

      بجهلهم وعنادهم قد خسروا الفضيلة في الدنيا، حين فضّلوا دنياهم على وصية نبيهم، وخسروا رحمة الله في الآخرة، حين أنكروا ما نُصّ عليه في الكتاب والسنة. لم يكن إنكارهم قضية سياسية، بل كان رفضًا لميزان الحقّ، وخروجا عن طاعة الله تعالى.

     ويحهم ضيّعوا النور واتبعوا السراب والاوهام الكاذبة، وأعرضوا عن شمس الغدير المشرقة، وهي بحمد الله لا تزال مشرقة في قلوب من عرف الحقّ واتبعه.

     أمر الغدير اختبارٌ ومعيارٌ بين الإيمان والنفاق، والولاء لله والجفاء له، ومن أنكره فقد أنكر أمر ربّه وعصاه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203702
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 06 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 06 / 4