• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يجيء أسلمُ التركي ثانية  .
                          • الكاتب : علي طعمه .

يجيء أسلمُ التركي ثانية 

 كلما اقرأ في احداث كربلاء يزداد اعجابي  بشخصيات الطف الشجاعة اجدني اتقمص شخصية من شخصيات النبل والنصرة الحسينية ، مرة اتقمص شخصية شاب ومرة اخرى  تراني كهلا ،  وفي هذه القراءة التحق راسي  .بغلام تركي رومي أسمه (أسلمُ بن عمرو)، من تُرك الديلم قُرب قزوين، يتقن اللغة العربية، وكان كاتباً وقارئاً للقرآن، شجاع ثابت الأيمان، مملوك للحارث السلماني، جاء إلى كربلاء مع جنادة ابن الحارث ليقاتل مع الإمام الحسين ( عليه السلام )، اشتراه الإمام بعد عام خمسين من الهجرة النبوية الشريفة، وكان رقاً، فوقف أمام مولاه الحسين بخشوع يعرض خدمته، نظر إليه الإمام (عليه السلام) نظرة الأولياء وجعله كاتباً لبعض حاجاته.

لم يفارق أسلم التركي مولاه أبا عبد الله الحسين (عليه السلام)، فقد التحق به، فإذا كان يوم القتال تقدّم هذا الشاب اليافع يرجو من مولاه أن يأذن له بالنزال، حتى انحنى يُقّبل قدمي إمامه للاستئذان له بالنزال، مولاي استحلفك بالزهراء امنحني فرصة عمري  ، وادعو لي ان يباركني الرحمن بالشهادة ،  كم كانت سعادتي مبهجة وسيدي مولاي الحسين  يهب لي حياتي ، اسرعت حينها لخيمة مولاي زين العابدين بعدما اقعده المرض،:ـ : سيدي استأذنت أباك فوهبني إياك، وأنا أسألك أن تأذن لي في قتال هؤلاء القوم، فقال لي زين العابدين (عليه السلام): وأنا أعتقتك، فأنت حُرّ لوجه الله، خرجت من خيمة زين العابدين (عليه السلام) مبتهجاً؛ إذ أصبحت من الشرف السامي قاب قوسين أو أدنى بين يدي وليّ الله، أبي عبد الله الحسين (عليه السلام). لبست درعي وحملت سيفي ونزلت إلى ساحة المعركة،  فقال الإمام زين العابدين عليه السلام: ارفعوا طرف الخيمة لأنظر كيف يُقاتل، كنت اشعر حينها ان كل شيء في يقاتل وشعرت ايضا بان الله وهبني شجاعة الايمان ؛ حتى أجهدني الظمأ وأعياني النِّزال، فأحاط بي أولئك الجبناء وأنا  أجول وحيداً ليس لي من ظهير ولا نصير، فضربوني، وطعنوني، حتى سقطت صريعاً على رمال كربلاء، أقبل إلي سيّد شباب أهل الجنة مسرعاً، ووضع خدَّه الشريف على خدي انا الغريب، قد فاضت روحي، ثم عادت إلى بدني الممزق، عاد إلي رمقي، فتحت عينيي لأُمتِّعها بالنظر إلى إمامي وسيدي، محاولاً إطالته وقد غمرني الإمام بحنانه وعطفه، فتبسّمت ابتسامة عبّرت عن غاية شعوري بالسعادة العظمى وأنا أشعر أن إمامي يحبني ويحنّ علي، ابتهجت روحي وأنا أتمتم من أعماقي مفتخراً: مَن مثلي وابن رسول الله واضع خدَّه على خدّي؟!
كانت تلك آخر ما تلفظت به ، شفعت عبارتي الأخيرة بابتسامة عذبة ابتشرت بها في وجه سيد شباب أهل الجنة، ثمّ فاضت نفسي ، وصارت إلى ربها هانئة رضية.
أيُّ شرفٍ ذاك الذي يناله المرء حين يأذن له وليُّ الله الحسين (عليه السلام) بالقتال دفاعاً عن حرمات الدين ومقدساته، وعن حريم الإمام والإمامة!  اليوم نهضت بما يملك المؤمن من غيرة  لنصرةالحشد الشعبي المقدس المنبثق من فتوى المرجعية العليا في النجف الاشرف لم تكن تلك المواقف التي شاهدتها في الجبهات وانا اقاتل داعش  بعيدة عن موقفي يوم الطف العظيم ، وقد عدت اليوم في وجدان كل مقاتل
سطر أروع البطولات والتضحيات من اجل حماية العراق والمقدسات.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203690
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 05 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 06 / 7