• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الغدير شمس لا تغيب (1) .
                          • الكاتب : رياض السيد عبد الأمير الفاضلي .

الغدير شمس لا تغيب (1)

    إن عيد الغدير مناسبة دينية عظيمة، وهو يوم مفصلي في تاريخ الإسلام والمسلمين، حيث حوى من الأحداث والمضامين ما لم يحوه يوم غيره من أيام المسلمين آنذاك.

     إنه يوم إتمام حجة الوداع، حيث وقف رسول الله محمد صلى الله عليه وآله في صحراء غدير خم، بأمر من الله تعالى، ليُعلن أمام عشرات الآلاف من المسلمين أمرا إلهيا عظيما يضمن استمرار الرسالة الإلهية بالامامة بعد رحيله (صلى الله عليه وآله).

     فيه القيت خطبة الغدير وهؤ من أعظم خطب النبي (صلّى الله عليه وآله)، وفيها قال كلمته الخالدة التي نقلها جمهور المسلمين في مصادرهم المعتبرة: "من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه...". هذه الكلمات لم تكن إعلان حب أو توصية شخصية، بل هي نصّ صريح في تنصيب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وليا وخليفةً للمسلمين من بعده، بأمر من الله تعالى.

      إن كتب المسلمين على اختلاف مذاهبهم حافلة بنقل هذا الحدث الجليل، بل رواه ما يزيد على مئة صحابي، ودوّنه مئات العلماء والمحدثين في مؤلفاتهم، مما يجعله من أكثر الأحاديث تواترا ووضوحا.

       ومع ذلك نجد بعض أنكر هذا الحق الصريح، وجاهد لإطفاء نور هذه الشمس الساطعة، لكن أنى لهم ذلك؟ فهم "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون".

     إن الغدير يمثل باب النجاة للأمة؛ إذ فيه تمّت الحجة، وتحددت القيادة، وتجلت إرادة الله في استمرار الولاية الإلهية بعد النبوة.

فيا احبتي  ان الاحتفاء بعيد الغدير هو احتفاء بالأصالة والامتداد الطبيعي لرسالة السماء، وهو إعلان الولاء للحق والتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها.
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203606
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 05 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 06 / 1