• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كربلاء العلياء قصة نجاح .
                          • الكاتب : سهيل عبد الزهره الزبيدي .

كربلاء العلياء قصة نجاح

 تميزت واقعة الطف الحسيني المبارك كونها تمتلك التكامل الحياتي القادر على التجدد مع كل زمان ومكان، وتمثل واقعًا مستمرًا حضورًا فاعلًا، ومؤثرًا وجدانيًا 

 في كل زيارة يوفقنا الله بها لنتشرف بزيارة الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام، نجد هناك شعائر تتطور من عام لعام وشعارات تتجدد تعابيرها، منها ما يمثل معنى الواقعة التاريخي، ومنها ما يمثل جوهر الشعائر الولائية، في هذه السنة قرأت عبارة استوقفتني كثيرا كونها تماثلت مع رمزية عاشوراء وتضحيات الحسين عليه السلام  
 (كربلاء قصة نجاح) استمدت هذه الجملة روحيتها من سؤال أمير المؤمنين عليه السلام حين بشره النبي صلى الله عليه وآله بالشهادة، هل سأكون على سلامة من ديني، هذا هو جوهر النجاح، بدليل الصرخة العلوية عند المحراب المضمخ بدم الإمامة (فزت ورب الكعبة)  
كلمات نيرة تدمع لها العيون وتخشع لها القلوب المؤمنة التي تحتشد في كل زيارة لتوثق أواصر النصرة الحسينية وهذا توفيق من رب العالمين 
نجاح يسمو ويزهو نبراسا في ظلمات الرجاء ليكون الفوز يقينا بكل الأبعاد والأمجاد التي أصبحت تتلألأ كالشمس في رابعة النهار وقد ألبسها الله جل جلاله ثوب القداسة والشموخ والبهاء. 
 ووجه مشرق وزينة للدنيا وعرش للزمان، وأميرة تستهوي قلوب المؤمنين من مختلف بقاع العالم لتطيب فيها نفوسهم ولتطمئن قلوبهم وقد قهرت الطغاة جيلاً بعد جيل فكانت مدرسةً للفكر والعطاء والإبداع لعلمائنا الأعلام ومركزاً للإشعاع، وكعبة تتبرك بها أمة الثقلين، بنسماتها النقية وعطرها الفواح، وشعاع الولاء الجاذب للقلوب المؤمنة، لترفع شعارات التعازي عند المصائب والمحن 
 فنشاهدها بأم الأعين وعبر قلوب أخرى وقد زينتها الدنيا وزانتها ببركة رسول الله (صل الله عليه واله وسلم)  
وكما قال السيد رضا الهندي (أعلى الله مقامه): 
"إن كـانت عـندكَ عبرةٌ تجريها ... فانزلْ بأرضِ الطفّ كي نسقيها". 
والأدلة كثيرة على أنها نصرة مباركة وانتصار, منها انتصار الدم على السيف حيث انتصر سيد الشهداء(عليه السلام) على يزيد (لعنه الله) بمقولته الشهيرة "والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقركم إقرار العبيد فبيني وبينكم السيف" موقف شجاع  وصادق وحاسم بين الإيمان بالله (جل جلاله) ورسوله الكريم ورسالته السامية وبين الضلال الذي سار عليه آل أمية والدليل الآخر, إن العلياء المقدسة شامخة بضريح أبي الأحرار بقبته ومنارته الذهبية وهن يناطحن السحاب وبالمقابل لا يوجد قبر ليزيد (لعنه الله) على وجه الأرض فهذا دليل أخر من أدلة (الفتح المبين) لماضي الطف وحاضره ومستقبله 
 هذه نبوءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لتكون زيارة الحسين عليه السلام  تجديد عهد ونصرة زاكية، وهذه نبوءة مولاتنا زينب عليها السلام (ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء (عليه السلام) لا يدرس أثره، ولا يعفو رسمه، على كرور الليالي والأيام و ليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا وأمره إلا علوا). 
وكربلاء عالية الشأن ومباركة وأرى الزائرين الأفذاذ من جميع الجنسيات وهم كالفراشات يطوفون حول الضريح المقدس ويبكون ويندبون حسينا (عليه السلام)  
إنها قصة نجاح أبد والله لا ننسى حسيناه، 
نتشرف ونتبارك بتربتها الطاهرة ونحتفي بهذا النصر الحسيني المؤزر بشفاعة الحسين عليه السلام وهي بشارة من بشائر النجاح 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=203373
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 05 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 05 / 24